فرنجية…. يفتح أبواب الاشتباك على طريق الرئاسة!
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة –
لم تكن مقابلة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الاخيرة خارجة عن السياق السياسي العام الذي يسير به وتياره منذ مدة، الا أن بعض التفاصيل التي تطرّق اليها في المقابلة أوحت بأن ثمة تبدلات طرأت على استراتيجية العمل لفرنجية، والتي قد يصبح لها تأثير على المرحلة المقبلة وتؤدي الى تحولات تكتيكية له.
وفق مصادر مطلعة، فإن نقطتين أساسيتين طرحهما فرنجية خلال لقائه يمكن قراءتهما انطلاقاً من عدة جوانب. الجانب الاول هجومه المباشر على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اذ لم يتأخر عن نبش الماضي والتذكير بصفحة طواها الزمن، حيث أعاد فرنجية فتح باب للاشتباك السياسي بعدما كانت المرحلة الماضية مليئة ببعض الغزل السياسي لأهداف مختلفة لكلا الطرفين. ومن الواضح أن فرنجية يحاول القطع مع المرحلة السابقة وحصر مسألة المصالحة بالقضايا الشخصية وإبعادها نهائياً عن السياسة، الأمر الذي ربما يظنّه فرنجية إرضاء لـ”حزب الله”.
وتقول المصادر أن الجانب الثاني اللافت من مقابلة فرنجية انه فاجأ الجميع بردّ فعله العنيف تجاه الحراك المدني، اذ اصطدم معه كلامياً بعبارات صريحة لم يجرؤ احد من الزعامات السياسية الحالية على قولها، هو الذي اختار الابتعاد في المرحلة الماضية عن أية مجابهات مع الانتفاضة الشعبية، الأمر الذي تلقّفه ثوار 17 تشرين على ما يبدو فعاملوه بالمثل، وجد نفسه اليوم يتورّط بمعركة جديدة ويقف رأس حربة في مواجهة قوى “الثورة”.
وترى المصادر أن هجوم فرنجية على الانتفاضة نابع من شعوره بأن فترة الهدنة التي استغلّها لترك الحراك يصوّب سهامه على العهد، الامر الذي يخدمه جيدا في السياسة، انتهت صلاحيتها وبات اليوم مضطراً للوقوف بشكل كامل الى جانب “حزب الله” وإعلان موقفه السياسي من دون مجاملات لأن الوضع الراهن لم يعد يحتمل “طولة البال”!
وتشير المصادر الى أن فرنجية لمس أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قد استطاع تعزيز نقاطه السياسية مع “حزب الله” بعد العقوبات الاميركية المفروضة عليه، وبالتالي فإنه أصبح بنظر الاخير الحليف الوفي من دون أن يقلل ذلك من شأن فرنجية لديهم، الا أنه وفي السياسة يبدو أنه استقرّ الى الاصطفاف الكامل الى جانب الحزب في صراعاته الداخلية من أجل اعادة حسابات المعركة الرئاسية وترتيب اولوياته، وهذا ما قام به خلال مقابلته الاخيرة إذ انه توجه الى الولايات المتحدة الاميركية من دون أن يسميها معتبرا انه جاهز للعقوبات لو حصلت!
يبدو أننا على أبواب معركة سياسية جديدة في الداخل اللبناني أساسها رئاسة الجمهورية، حيث سيسعى كل من يعتبر نفسه مرشحاً طبيعيا للمرحلة المقبلة الى استغلال ثغرات خصمه والاستشراس بمواقفه لامتلاك الحظوظ!