بين عون وبرّي: فشل صفقة اللحظات الأخيرة* جوزفين ديب

النشرة الدولية –

المدن –

ككل استحقاق للترقيات في محطة رأس السنة، تجدد الخلاف هذا العام بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه برّي على ترقيات العمداء، تماماً كما حصل في السنة الماضية. لم تسلم ساعات نهاية العام من محاولة تمرير صفقة بين أهل السلطة. لكن تلك الصفقة فشلت. فما هي؟

دورة 1994

يوم الثلاثين من كانون الأول 2020، وقّع وزير المالية، غازي وزني، مراسيم الترقيات في الجيش اللبناني الكثيرة، في موازاة ارتباك سياسي رافقها على خطّ العلاقة بين عين التينة وبعبدا واليرزة. وفي المعلومات، أن مراسيم الترقيات، ومن بينها ترقيات ضباط دورة 94، المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون، وصلت إلى وزارة المالية، غير أن طاقم الوزارة حجبها عن وزير المال غازي وزني، بانتظار تدخل من عين التينة.

سرعان ما توجه مستشار الرئيس نبيه برّي، علي حمدان، إلى وزني للطلب منه التوقيع على الترقيات من رتبة عقيد وما دون. وهي الترقيات صاحبة الغالبية الإسلامية، لعدم التزام الرئيس إميل لحود بالتوازن الطائفي في المؤسسة العسكرية في عهده.

كذلك طلب حمدان من وزني الامتناع عن توقيع الترقيات من رتبة عقيد إلى رتبة عميد. وهي الترقيات صاحبة الغالبية المسيحية، وفيها ترقيات ضباط دورة 94 التي وقعت في العام 2019 و2020 والمعروفة في الحياة السياسية والعسكرية اللبنانية بدورة عون.

وفي المعلومات أيضاً، أن الاستنسابية التي حصلت في التوقيع، تؤدي الى كسر التراتبية والاقدمية في المؤسسة العسكرية، لما لها من تأثير على الرتب العسكرية.

فور إعلان وزني توقيعه على الترقيات العادية، ازدحمت الأروقة السياسية بين بعبدا واليرزة وعين التينة، بحثاً عن سبيل لضم وزير المال توقيعه على كل الترقيات، بما فيها دورة خريجي الـ94، التي لطالما وضعت على طاولة التفاوض، ولكنها لم تحصل يوماً على التوافق السياسي. فعملت القوى السياسية المتمثلة بفريق رئيس الجمهورية وفريق قائد الجيش وفريق عين التينة على تمرير تسوية نهاية العام.

فدورة الـ94، هي الدورة التي تم تطويع عناصرها عندما كان العماد ميشال عون رئيس حكومة عام 90. ما جعل غالبية عناصرها من انتماء طائفي واحد. وقد أخرج ضباط هذه الدورة في عهد الرئيس اميل لحود، بسبب شكوك في صحة انضمامهم في زمن حكومة عسكرية يومها، قبل أن يلتحقوا مجدداً بعد نحو عام.

وعليه، عاد وطرح منذ سنوات مرسوم منح أقدمية لمدة سنة يتعلق بترقية خريجي هذه الدورة التي عرفت  بـ”دورة عون” تعويضاً عن العام الذي أخرجوا فيه. ولكن من دون أن يتم التوافق السياسي عليه.

المقايضات.. المحاصصات

وبالعودة إلى تسوية نهاية العام، التي عملت عليها القوى السياسية في اللحظات الأخيرة من العام 2020، تقول المعلومات أن فريق رئيس الجمهورية ورئيس التيار جبران باسيل، أرسل عرضاً مكتوباً يتضمن سلة متكاملة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي جاهزة للمقايضة.

وفيها عرض فريق بعبدا على برّي:

– الموافقة على بت ملف تعيين حرّاس الأحراش المتوقف بسبب عدم التوازن المسيحي المسلم على أن يعين باسيل الفارق في التوزيع الطائفي لدى الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، والذي يبلغ عددهم نحو90.

– حصول برّي على تثبيت متعاقدي الدفاع المدني.

– حصول بري على تثبيت متعاقدي أفواج الإطفاء.

بالمقابل يحصل فريق رئيس الجمهورية وباسيل على:

– توقيع مرسوم ضباط دورة عام 94 للعامين 2019-2020.

– مرسوم تعيين رئيس مجلس الإدارة وأعضاء مجلس إدارة المكتبة الوطنية، والمدير العام للمكتبة، علماً انه تم تعيين رئيس المكتبة من حصة باسيل، ولم تصدر بعد المراسيم التطبيقية.

– مرسوم تعيين الاسم الذي سماه باسيل لرئاسة المؤسسة العامة للمتاحف، وتعيين أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، وتعيين الاسم الذي سماه باسيل أيضاً لإدارة الكوسرفاتوار الوطني، علماً بأنه المواقع الثلاثة الأخيرة تابعة لوزارة الثقافة.

– صدور مراسيم تعيين محافظة كسروان وجبيل، التي تم تعيينها من حصة باسيل، ولم تصدر مراسيمها التطبيقية بعد.

– بالإضافة إلى تسوية ملف حراس الأحراج عبر تعيين باسيل نحو 90 شخصاً. وهو الفارق في التوزيع الطائفي لدى ناجحي حرّاس الأحراج.

وصل هذا العرض إلى عين التينة التي تريثت وأجابت مضيفة شرطاً على مطالبها.

وصل الرد إلى بعبدا، التي استبقته لديها من دون رد. ما دل على رفضها لمطلب عين التينة الأخير.

وعليه سقطت صفقة الحظات الأخيرة بشرط برّي حتى هذه الساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button