إتصل “كوشنر”.. فهرول الفلسطينيون للمصالحة!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
قلتها منذ اليوم الأول أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدو نفسه بسبب عنجهيته وكبريائه واعتقاده أنه قادر على إملاء قراراته على جميع الدول العربية، ونجح في هذه الإملاءات على بعض الدول التي سارعت للإنبطاح والحبو صوب تل الربيع المُحتلة، للتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني ونال ترمب موافقة هذه الدولة الكاملة على صفقة القرن، فيما مارس ضغوطاً كبيرة على الدول التي رفضت السير في ركابه، لجعلها تتراجع عن مواقفها المُعارضة لسياسة، ليشدد الحصار من خلال أتباعه على الأردن والسلطة الفلسطينية اللذين رفضا صفقة القرن وكانا السبب في فشلها وتراجعها.
الحُمق والغرور دفع بترامب في ظل رفض السلطة الفلسطينية لصفقة القرن إلى الإتصال بحماس عبر صهره كوشنر وإدارته، ليقدم لها الطعم حتى يصطادها ويُعمق الإنقسام الفلسطيني، محاولاً إيهامها بأن الباب صوب الإعتراف الدولي بشرعيتها مفتوح على مصراعيه في حال موافقة حماس على الدخول كشريك وممثل للشعب الفلسطيني في صفقة العار، وهنا أخذت العزة والنخوة الفلسطينية بحماس التي توقع بعض الجهلاء أن تهرول صوب واشنطن وتل الربيع المُحتلة على الطريقة العربية المُهينة، لكن حماس تقيس تحركاتها بقيمة دم الشهداء وأرض فلسطين لتتحرك صوب رام الله لتوحيد الصف الفلسطيني، ولتنفي عن ذاتها تهمة التخابر مع ترامب وخططه وتُرسل رسالة للجميع مفادها “إننا لسنا أقل وطنية من السلطة والأردن اللذين رفضا الصفقة”.
وجاء هذا التقارب السريع بين غزة ورام الله لضمان رفض شمولي للصفقة ، مما شكل صدمة لصُناع القرار السياسي في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول التي تقوم بدور إستسلامي وتريد بيع فلسطين في العلن بعد أن عقدت إتفاقياتها في السر، وهنا إلتقط حُراس فلسطين الأوفياء من جميع الفصائل الشارة وانطلقوا بحثاً عن حلول للنقاط الخلافية لتحقيق المُصالحة، ووجدوا دعما من الأردن ومصر وتركيا وقطر وسوريا لتتقارب الأفكار وتتوحد التوجهات والأهداف لتصبح المُصالحة النهائية قاب قوسين أو أدنى وبضمان إقليمي مما سيجعلها مصالحة قائمة على مصالح فلسطين.
وللحق يستحق ترامب وإدارته الشكر على خطوتهم بالتعامل مع حماس على أنهم تُجار للقضية وأنهم سيستغلون الموقف لتسجيل إنتصار ورقي على شعبهم وعلى أنفسهم، ولم يُدرك ترامب وإدارته القابعين في أبراج الوهم أن فتح وحماس وقيادتيهما جزء أصيل من الشعب الفلسطيني الذي لا يبيع مواقفه ولا وطنه، كما فعلت منظمة التحرير والدول الداعمة للقرار الفلسطيني وبالذات الأردن، وجميعهم يقدمون أنفسهم على حقيقتها بصورة وطنية شريفة رافضين تسجيل أسمائهم في سجل تُجار الأوطان، ليكون جهل ترامب بشعب فلسطين الطريق لعودة الألفة بين جميع الفصائل التي توافقت على كل شيء بما فيها الإنتخابات التي تلوح في الأفق، لذا نقول شكراً ترامب على إنهاء الإنقسام وشكراً لصهرك الذي لا يعرف الطينة الفلسطينية الطاهرة التي لا تبيع دم الشهداء ولا تراب فلسطين.