خيبة أمل أمريكية إزاء قرار القضاء البريطانية الرافض تسليم مؤسس “ويكيليكس”
أعربت وزارة العدل الأميركية عن “خيبة أملها الكبيرة” لرفض القضاء البريطاني تسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج للولايات المتحدة.وقالت الوزارة في بيان “نحن راضون لأنه تم الأخذ بكل الحجج القانونية التي قدمتها الولايات المتحدة”، مضيفة “سنستمر في طلب تسليم أسانج للولايات المتحدة” حيث تلاحقه إدارة الرئيس دونالد ترامب بتهمة نشر مئات آلاف الوثائق السرية.
واعتبر القضاء البريطاني أن أسانج مهدد بـ”ظروف عزل شبه كامل” في نظام السجون الاميركي، ورفض تاليا تسليمه “لأسباب ترتبط بالصحة العقلية”.
وابلغت الولايات المتحدة المحكمة بنيتها استئناف القرار.
وكانت محكمة بريطانية،قد نظرت الاثنين، بشأن تسليم مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، إلى الولايات المتحدة، ليواجه التهم الموجهة إليه بالتجسس جراء نشره وثائق عسكرية أميركية سرية.
ويأصدرت القاضية في محكمة أولد بيلي في لندن، فانيسا باريتسر، قرارها بالشأن في العاشرة من صباح الاثنين، بالتوقيت المحلي.
وناشدت شريكة أسانج ووالدة طفليه، ستيلا موريس، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإصدار عفو بحق أسانج قبل مغادرة منصبه في 20 يناير.
وهناك تكهنات بأن يتصرف الرئيس المنتخب، جو بايدن، بتساهل أكبر بشأن تسليم أسانج، فيما لو لم يصدر ترامب العفو بحقه.
ويتهم الادعاء الأميركي أسانج (49 عاما بما لا يقل عن 17 تهمة تجسس، وتهمة أخرى تتعلق بإساءة استخدام الكمبيوتر.
وتصل عقوبة التهم الموجهة إلى أسانج 175 عاما خلف قضبان السجن.
ورفض محامو الحكومة الأميركية ما أتى به فريق الدفاع عن أسانج، خلال جلسات استماع امتدت لأربعة أسابيع في الخريف، وقالوا إنهم أثاروا “قضايا غير متصلة وغير مقبولة”.
وعلق المحامون بشأن ادعاء فريق الدفاع عن أسانج بأن “الولايات المتحدة مذنبة بالتعذيب، وجرائم حرب، وقتل، وانتهاك القوانين الدبلوماسية والدولية وأن الولايات المتحدة الأميركية دولة خارجة عن القانون”، قائلين إن هذه الادعاءات “ليست غير قابلة للتقاضي ضمن هذه الإجراءات فحسب، ولكن لم يكن ينبغي تقديمها أبدا”.
ودفع فريق الدفاع عن أسانج بأنه يحق له الحصول على الحماية بموجب التعديل الأول للدستور، كونه نشر وثائق مسربة بشأن مخالفات عسكرية أميركية في العراق وأفغانستان، وكون طلب التسليم الأميركي جاء لدوافع سياسية.
واتهم الفريق الولايات المتحدة بارتكاب ملاحقة غير مسبوقة ومسيسة، تمثل “إنكارا فاضحا لحقه بحرية التعبير وتشكل تهديدا جوهريا لحرية الصحافة حول العالم”.
ولفت أعضاء الفريق إلى أن أسانج يعاني الكثير من المشاكل العقلية، بما يشمل الميول الانتحارية، ما قد يتفاقم إذا وضع بظروف سجن غير مناسبة في الولايات المتحدة.
وأكد الفريق القانوني تدهور صحة أسانج العقلية خلال لجوئه داخل سفارة الإكوادور في لندن، وأنه تم تشخيصه بحالة من طيف التوحد آنذاك.
ومكث أسانج في السفارة سبع سنوات من 2012 إلى 2019، عندما تم إخراجه منها واعتقاله، وهو محتجز في سجن بيلمارش في لندن منذ أبريل 2019.
وقال الفريق القانوني الأميركي إن صحة أسانج العقلية ليست سيئة بشكل واضح يحول دون تسليمه كمجرم.