الذباب المنزلي ينقل 60 مرضاً والأمطار غيّرت عاداته* د.جنان الحربي
النشرة الدولية –
قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د. جنان الحربي إن هناك أكثر من 110 آلاف نوع من الذباب إلا أن الذباب المنزلي يعد من أكثر الأنواع إزعاجا للبشر لارتباطه المباشر بهم والأنشطة التي يزاولونها، مشيرة إلى الزيادة العددية غير المحمودة لهذا النوع من الذباب.
وقالت الحربي في تصريح لـ «الأنباء» إن الذباب المنزلي خطر فاحترسوا منه، حيث يلتقط مسببات الأمراض من القمامة ومياه الصرف الصحي وينقلها من خلال برازه أو القيء أو على شعيرات جسمه إلى طعام الإنسان والحيوان. فهو ناقل لأكثر من 60 مرضا مثل التيفوئيد، والزحار، والكوليرا، والجمرة الخبيثة، والسل، والتسمم الغذائي، والتهاب الملتحمة.
وتابعت: ينتشر الذباب عادة في الوقت نفسه كل سنة في «المربعانية» وتعتبر التغيرات المناخية بما فيها درجات الحرارة ومعدل هطول الأمطار من أبرز العوامل المحددة لهذا الانتشار. كما يشتكي الكثير من الناس هذه الأيام من إزعاج الذباب المتواجد بشكل يومي داخل منازلهم. وأعتقد أن الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة في الخارج يدفع الذباب للاحتماء في الأماكن المغلقة الدافئة لكي يتابع حياته. إلى جانب الممارسات الخاطئة مثل قلة النظافة وعدم التخلص من القمامة في وقتها والأكل المكشوف لفترات طويلة من العوامل المساعدة لارتفاع معدل البيوض والطفرات العددية.
ولفتت الحربي إلى تغيير الذباب عاداته في الظهور، حيث أصبح لا يكترث كثيرا بدرجة الحرارة، فنجده متواجدا صيفا وشتاء مقارنة ببقية الحشرات. وأعتقد أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري رفع مستوى المقاومة لدى الذبابة المعروفة أيضا بمقاومتها العتيدة للبكتيريا والعديد من المبيدات التقليدية.
وأرجعت السبب في ذلك إلى الارتفاع في معدل هطول الأمطار الذي حدث في الأشهر السابقة في الكويت، حيث كان له أثر كبير في حدوث تغييرات جذرية في دورة حياة الذبابة وخاصة مرحلة البيات الشتوي المتمثلة في الشرانق. كما أن معدل جرف مياه الأمطار عمل على كشف شرانق الذباب المخبأة في أماكن القمامة وبقايا النباتات والرواسب العضوية المفترض أن تظل كامنة إلى أن تعتدل درجات الحرارة. والنتيجة الكثير من الشرانق تحولت إلى حشرات يافعة وتزاوجت.
وتـــوقعــــت ظهــــورا غير محمود لمئات الذباب خلال الشهر المقبل مع اعتدال الجو، متوجهة بالنصح إلى الجميع وخاصة في هذه الفترة بتفادي المبيدات الحشرية التي تزيد من الحساسية وأعراض الربو لدى البعض وعليهم باستخدام اللاصقات الصفراء أو البيضاء المتوافرة في المراكز التجارية. وإذا كانت الأعداد متفشية أنصح باستخدام المصائد الكهربائية.