الطيور تهدد الطائرات… و”الميدل ايست” تستعين بالصيادين؟

https://i0.wp.com/www.grandlb.com/wp-content/uploads/2023/01/003-8054.jpeg?w=1200&ssl=1

النشرة الدولية –

لبنان الكبير – حسين زياد منصور –

بعد موسم سياحي حافل خلال العام 2022 والحجوزات “المفوّلة”، ووصول عدد القادمين إلى لبنان الى ما يقارب المليون ونصف المليون شخص من المغتربين والسيّاح، كل ذلك عن طريق الطيران اللبناني، باتت سلامة هذا الطيران مهددة لسببين رئيسين هما طيور النورس والحمام المنتشرة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، والرصاص الطائش الذي أصاب مرات عدة الطائرات فيه، ما يزيد الخطر على الملاحة الجوية، وعلى الطائرات خلال هبوطها وإقلاعها من المطار.

شهد الاحتفال بقدوم العام الجديد، إطلاق نار كثيفاً، وتسبب الرصاص الطائش بإصابة طائرتين تابعتين لشركة “طيران الشرق الأوسط”، متوقفتين في المطار وإلحاق ضرر بهما، وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فمنذ أسابيع قليلة تعرضت طائرة لرصاصة طائشة لحظة هبوطها.

وسبق أن حذر رئيس شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت من أن طيور النورس بدأت تشكل نوعاً من التهديد لسلامة الطائرات، مؤكداً أن سلامة الركاب و”طيور الشرق الأوسط” أولوية. وهنا تجدر الاشارة الى أنه عند التخيير بين حياة الناس والطيور لا أحد سيختار الأخيرة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها الحوت من مخاطر تكاثر هذه الطيور ووجودها في المطار وجواره وما لها من تأثير على حركة الطائرات.

بدورها، حذرت نقابة الطيارين من هذا الخطر، مشيرة الى إمكان اصطدام الطيور بمحركات الطائرات.

الأزمة ليست جديدة

هذه المشكلة ليست جديدة، ففي السنوات الماضية شكل الوجود الكثيف وغير المسبوق لطيور النورس مخاوف من تأثيره على سلامة الطيران المدني. وسعى المسؤولون الى حلها مؤقتاً عبر اصطياد تلك الطيور الموجودة بكثافة في المطار وجواره وقتلها. وتتجمع هذه الطيور بسبب وجود مطمر النفايات “الكوستا برافا” بمحاذاة المطار فضلاً عن نهر الغدير الذي ترتفع فيه نسبة التلوث.

وأقدمت الحكومة أيضاً خلال تلك الفترة على وضع المزيد من آلات الأصوات لكنها لم تنفع بعد اعتياد الطيور عليها.

وتشير مصادر الى أن الخطر تضاعف لوجود طيور صغيرة الحجم كاليمام تنتشر الى جانب طائر النورس بكثافة في مكب “الكوستا برافا” الملاصق للمطار.

وبحسب اختصاصيين، فان هذه الطيور تشكل خطراً فعلياً على حركة الطائرات، لأن هذا النوع من الطيور يحلّق بصورة أفقية أي أنه لا يغيّر وجهته إذا صادف طائرة، فيصطدم بها أو يدخل الى محركها، كما أن له القدرة على فتح جناحيه لـ 120 سنتيمتراً، وفي حال اصطدم طير واحد بمحرّك إحدى الطائرات فان ذلك كفيل بوقوع كارثة كبيرة قد تؤدي الى سقوط عدد كبير من الضحايا.

إعاقة الطائرات

ليست هناك طائرات غير معرضة للمخاطر التي تسببها الطيور، بدخولها إلى المحرك، وأبرز الحوادث التي تقع تكون أثناء الإقلاع أو الهبوط، ويمكن أن يحدث التصادم بين الطيور والطائرات عطلاً في المحرك أو توقفه واشتعاله في بعض الأحيان، كما أن الاصطدام بزجاج قمرة القيادة قد يتسبب بحدوث تشققات فيه أو كسره أحياناً مما يؤدي الى إصابة الطيارين.

ولا يعد وجود الطيور على مدارج المطارات أمراً غريباً في عالم الطيران، فهو أمر شائع في عدد من المطارات حول العالم، ويبلغ الطيار برج المراقبة بوجودها كي يتم طردها. اما المشكلة عندنا فتكمن في ارتفاع أعدادها.

حلول

طلب رئيس شركة “طيران الشرق الأوسط” من المعنيين التحرك وإيجاد الحلول قبل أن يضطر الى الاستعانة بالصيادين. وأفادت مصادر وزارة الداخلية لموقع “لبنان الكبير” أن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اجتمع بالأمس مع قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري، وتم التباحث في قضية طيور النورس وحركة الطيران في المطار، على أن يعالج كفوري الموضوع مع المعنيين.

في المقابل، فان الحل الوحيد في حال لم يقم المعنيون بواجباتهم بعد مطالبات الحوت، سيكون اصطياد هذه الطيور حفاظاً على أرواح الناس.

Back to top button