ترامب يقود بلاده للمجهول والكابوس يقترب* صالح الراشد
النشرة الدولية –
أظهر الرئيس الأميركي أنه كتاب مفتوح لمن يُتابع الوضع في الولايات المتحدة، فقد توقعنا أنه سيوجه أنصاره لإقتحام مبنى الكونغرس لتظهر الصورة البشعة لأتباع الرئيس المعزول سياسياً بعد خسارته الإنتخابات، وهو أمر لم يكن مفاجئاً للمتابعين ولي على الصعيد الشخصي، حيث توقعت أن يستخدم ترامب أنصاره للضغط على الجميع من نواب وشعب لأجل تنصيبه من جديد بعد أن غرس فيهم فكرك أن الإنتخابات مزورة وأنه الرئيس الشرعي، ويبدو أن ترامب غير مهتم بحدوث فوضى في الولايات المتحدة ولا حتى بذهابها الى حرب أهليه.
وقلت سابقاً بأن ترامب إما جاسوس خائن لبلاده، أو أنه لا يملك القدرة على معرفة ما يجري وأنه مجرد واجهة لمن يبحثون عن دمار الولايات المتحدة أو تدمير إرثها الديموقراطي، الذي تُقلده العديد من دول العالم التي ستفكر ملياً بالمشاهد التي تبثها القنوات الفضائية لأنصار ترامب وهم يقتحمون الكونغرس بطريقة همجية، مما أدى إلى هروب نائب الرئيس قبل أن يتم إغلاق الكونغرس ومغادرة بعض الأعضاء ومحاصرة من بقي منهم.
لقد أظهر ترامب أنه تلميذ متمترس في مدرسة الفيلسوف ميكافيلي ببحثه عن غايته التي تبررها الوسيلة، فلا ضير لديه إن إشتعلت واشنطن كنقطة لحريق أكبر يُشعل الدولة بكاملها، ليبرز هنا الصراع بين أصوات الشعب وخياره الديموقراطي وبين غوغائية ترامب الباحثين عن دولة عنصرية، ويستندون بذلك على مليشيات عديدة لم تتحرك حتى الآن رسمياً، وأتوقع بعد تعليق جلسات الكونغرس فإن هذه المليشيات ستتحرك لتحاصر الدولة بشكل أكبر، مما يجعلنا نعتقد أن الحرب الأهلية على الأبواب في ظل غياب الأمن لحماية الكونغرس بطريقة تبدو متعمده وإكتفاء الأمن الموجود بمشاهدة ما يجري إلا في نقاط محددة.
لقد ظهرت الولايات المتحدة بأنها لا تختلف عن أي دولة متخلفة من دول العالم الثالث، وأن ترامب كأي دكتاتور في العالم يُريد التمسك بالمنصب حتى على دماء شعبه، لقد جاء السقوط الأمريكي مريعاً وكما توقعناه بسبب الشخصية المرضية التي تُلازم “كاليغولا” العصر الحديث الباحث عن المجد الأبدي، لتكون ردود الفعل متفاوته فالنواب هربوا من المبنى في ظل أعمال شغب وتخريب في قاعات الكونغرس ليتأزم الموقف، ليرد عمدة واشنطن بفرض حظر التجول في المدينة، مع العلم ان الولايات المتحدة كانت تعتبر حظر التجول في الدول المُعارضة لسياستها تصرف لا إنساني ويتعارض مع الحرية والديموقراطية، وهنا وفي ظل تجاوزات ترامب ولأجل حماية الولايات المتحدة قد تتدخل الدولة العميقة والدولة البوليسية في البلاد وتنهي الموضوع على طريقة سامبسون.