فيروس “جنوب أفريقيا” “501.V2” المتحور قد يكون أقوى من اللقاحات
النشرة الدولية –
حذّر الدكتور سكوت غوتليب من أن تطعيم الأميركيين ضد كوفيد، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة وأن السلالة الجديدة التي اكتشفت في جنوب أفريقيا “يبدو أنها تثبط الأجسام المضادة”.
وأضاف الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة على قناة “سي أن بي سي” أنه “في الوقت الحالي، يبدو أن هذه السلالة منتشرة في أميركا الجنوبية والبرازيل، وهذا أمر مقلق”.
وتعرف الطفرة الجديدة التي ظهرت في جنوب أفريقيا باسم “501.V2” .
وأحصت جنوب أفريقيا أكثر من 1.1 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 30 ألف وفاة، وهي أكبر نسبة في القارة الأفريقية.
واستشهد غوتليب بالأدلة التجريبية من مختبر بلوم، وأوضح أن الطفرة الجديدة تبدو أكثر قوة وقد “تفلت جزئياً” من المناعة السابقة.
هذا يعني أن بعض الأجسام المضادة التي ينتجها الأشخاص عند الإصابة بفيروس كورونا، وتلك التي يأخذها من الأدوية، قد لا تكون فعالة تمامًا أمام السلالة الجديدة.
كما حذّر مسؤولو الصحة البريطانيين، من أن السلالة “الجنوب أفريقية” قد تشكل خطراً أكبر حتى من تلك المكتشفة قبل عدة أسابيع في إنكلترا.
وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك قال في الصدد لراديو “بي بي سي” إنه قلق للغاية بشأن الطفرة المكتشفة في جنوب أفريقيا.
ثم تابع “هذه مشكلة بالغة الأهمية، أكثر من مشكلة السلالة الجديدة في المملكة المتحدة”.
كبير خبراء المناعة في جامعة أكسفورد البروفيسور، جون بيل، الذي ساعد في إنشاء لقاح مرموق في الجامعة، قال من جانبه، في تقرير نقلته شبكة “سي بي إس” الأميركية، إن هناك “علامة استفهام كبيرة” حول ما إذا كانت اللقاحات التي بحوزتنا فعالة على سلالة كورونا المكتشفة في جنوب أفريقيا.
وأضاف أنه “من غير المحتمل” أن تجعل الطفرة اللقاحات غير فعالة “لكننا قد نحتاج إلى تعديلات لتوفير قدر أكبر من الحماية، كما نفعل ضد الأنواع الأخرى المنتشرة في أماكن أخرى.
متى ظهرت طفرات كورونا؟
وقد لاحظ العلماء طفرات متعددة في فيروس كوفيد- 19 منذ ظهوره، وكانت غالبيتها العظمى غير ذات تأثير، لكن بعض هذه التحورات قد تمنح الفيروس ميزة للبقاء على قيد الحياة، تتمثل في زيادة قابليته للانتقال والانتشار.
ويعود منشأ الطفرة الأولى ذات الأهمية، على الأرجح، في سبتمبر 2020، في جنوب شرق إنكلترا، وفقًا لجامعة إمبريال كوليدج لندن.
وانتشرت هذه السلالة بسرعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، قبل أن يعلن العثور عليها في عشرات البلدان حول العالم، من الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية، مروراً بالهند وفرنسا والدنمارك.
وأصبحت ترتبط بمعظم هذه الحالات بالمملكة المتحدة، ولكن لم يتسن إيجاد أي صلة بأي بلد بالنسبة لعدد قليل من الحالات، ما يعني أن هذه الطفرة ثبّتت نفسها بالفعل على المستوى المحلي.
وتنتشر نسخة متحورة أخرى، وهي تمثل الآن غالبية الحالات في جنوب أفريقيا.
واكتشفت هذه السلالة في عينات تعود إلى أكتوبر الماضي، ثم رُصدت في عدد قليل من البلدان الأخرى حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا.
ويرجح الخبراء أن عدد الحالات المكتشفة أقل من الواقع بالنسبة لكلتا السلالتين، وتظهر على النسختين المتحورتين طفرات عدة كذلك.
وتوجد الطفرات عادة على بروتين شوكة فيروس كورونا المستجد، وهي عبارة عن نتوء على سطحه يسمح له بالارتباط بمستقبِل في الخلايا البشرية لاختراقها ومن هنا فإنه يؤدي دورًا رئيسيًا في العدوى الفيروسية.