مستقبل الأردن بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

لن أتراجع عن وصفي لمجلس النواب بأنه كرتوني، ولن أتراجع عن قولي بأنه سيكون أسوء مجلس في تاريخ الأردن، وسأبقى صامداً على رأيي بأن هذا مجلس مرحلي لهدف محدد وستنتهي صلاحيته، وسأظل متمترس خلف قناعتي بأن مجلس النواب القادر على تحقيق طموح وأحلام الأردنيين أكبر بكثير من بعض الأعضاء الحاليين، وسنترحم كثيراً على المجلس السابق الذي كان يحمل لقب المجلس الأسوء، لكنه لن يحتفظ بلقبه مطولاً كون المجلس الحالي قادر على إنتزاع لقب السوء لكل جدارة وإستحقاق.

قد يظن البعض أنني أتجنى على المجلس، وربما يجول في فكر البعض بأنني أحسدهم وأن لي طموح بأن أكون مكانهم، وربما يذهب بعضهم بفكره بعيد معتقداً أنني ضد الديموقراطية والحرية وخيار الشعب، وهي أمور إفتقدناها في الإنتخابات النيابية التي حُسمت قبل أن تبدأ، لكن للحق وللتاريخ ومحبة في الوطن وغيرة عليه فإن من وصلوا ليسوا الأفضل، بل إن ما تم تداوله من صور رسالة من نائب لوزير لأجل تعين البعض يُثبت أن المجلس لا يستحق الوجود وان قرار حله مبكراً سيكون أكثر رأفة بالوطن من بقائه.

 

لقد أصابني الإكتئاب وأنا أستمع للعديد من الكلمات الرنانة الفاقدة لقيمتها والتي أتحدى قائليها إن يكونوا قد فهموا معانيها حيث كُتبت لهم، وكنت أشاهد الوجوم والإستغراب على بعض الوجوه خلال إلقاء كلمات عدد محدود من النواب المثقفين سياسياً وبرلمانياً، وشعرت بأن اللوغاريتمات قد تكون أسهل لبعض الجالسين من معرفة وفهم المصطلحات السياسية التي يتحدث بها المثقفون.

 

وفي ظل هذه الأجواء والبحث عن الذات أبارك لحكومة الدكتور بشر الخصاونة نيل الثقة مبكراً، وأطمئنه بأن هدير الكلام الذي سمعه وسمعناه ستكون نهايته كشلال ينكسر عند ملامسة الأرض، وسيستمع في نهاية الجلسات لكلمات إعتدنا على سماعها تحت القبة من “ثقة” و”ثقة ونص” و”كل الثقة لحكومة جلالة الملك”، وما بين الخطب البتراء والتصويت على الثقة ستكثر مطالب بعض النواب ، فهذا يُريد تعين فلذة كبده وآخر يرغب بسيارة وقد يسوق الطموح بعض النواب للمطالبة “بخط باص”، وسيبقى قلة يدركو نخطورة الموقف الحالي فيطلبون من الحكومة ورئيسها وضع خطة تنفيذية سليمة قابلة للتطبيق لإنقاذ الوطن، وبين الذين يعلمون والذين لا يعلمون سيكون مستقبل الوطن، فلمن ستكون الغلبة؟، أعتقد أن الجواب واضح بصورة جلية، فعندما يعلوا صوت الطبل يختفي جمال نغم العود ويسود الضجيج ويصبح مستقبل الوطن في خطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى