“الجزيرة” و”العربية” أنموذج للسقوط الإعلامي العربي* صالح الراشد
النشرة الدولية –
لسنوات طوال وقناتي “الجزيرة” و”العربية” ومعهما “سكاي نيوز” وعديد القنوات المصرية يسوقون أنفسهم على أنهم قنوات الديموقراطية والحرية والرأي والرأي الآخر ، وأنهم شُركاء حقيقين في صياغة فكر العصر الحديث في بناء الدول ومحاربة الفساد، وصنفت هذه القنوات نفسها على أنها من أعداء الدكتاتورية والقمع وأن رسالتها تتلخص في البحث عن الأفضل للشعوب العربية التي وصلت حافة الفقر المُدقع وصمتت حتى ساد سكون القبور في عديد المدن العربية.
لكن الصورة الأخيرة التي ظهرت بها هذه القنوات بعد المُصالحة الخليجية وهي التي كانت لا ترقب في الشعوب الشقيقة إلا ولا ذمة، أثبت لجميع متابعيها بأنها مجرد أدوات تفعل ما تُؤمر دون نقاش وأنها غير قادرة على نزع قيد العبودية من رقبتها، لتكون مجرد واجهات إعلامية بلا فكر حُر ودون قدرة على السماح للآخرين بالكلام، لتسقط هذه القنوات ومن كان يغرد أو ينعق فيها من عيون الشعوب العربية الحرة، والتي بحثت في قنوات الضلال هذه عن معاني إحترام الشعوب العربية، لنجد أنها مجرد “مسالخ” يتم فيها سفك الدماء العربية دون سبب إلا إرضاء من يقوم على تشغيل القنوات ومن يضع سياستها الإجرامية، لأنه من المستحيل أن يكون لقنوات الكذب والخداع والنفاق أي سياسات تحريرية كون سياساتها عبودية في عصر يتطلع العالم أجمع بكل قوة للتعبير عن الرأي بكل حريه.
ونستغرب كيف تحولت هذه القنوات مع بداية النزاع الخليجي الخليجي إلى صقور وذئاب تنهش في لحم أشقائها بكل بشاعة وضراوة لا نجدها عند حديثها عن الأعداء، ونستغرب وجميع أبناء الأمة العربية ونسأل كل من حرر أخبار قاتمة السواد تجذر للحقد والقطيعة ومن قرأها وروج لها، كيف تنظرون إلى صوركم في المرآة دون الشعور بالتقزز مما تُشاهدون، ونستغرب كيف إرتضى محللون القيام بدور “الكلاب النابحة” لأجل بضعة دولارات؟، وهنا نتسائل أين كانت القومية العربية عند هؤلاء أم أن دمائهم تبدلت؟، وأين كانت معاني الدين الإسلامي في هذه القضية التي لم ينجوا من وزرها أحد من العاملين في هذه القنوات والسياسيين الذين كان يتم إستضافتهم كشياطين لتأجيج نار الفتنة.
لقد وقعت هذه القنوات بسوء أعمالها وتكشفت بأنها تقود العرب صوب الهاوية، لنجد أن الساحة الإعلامية العربية بحاجة إلى قناة تمارس المصداقية وتملك الأخلاق والقيم للإرتقاء بالمجتمعات العربية، وهذه القناة إن وجدت ستجعل قنوات الفتنة والضلال تُغلق أبوابها وبالتالي فإن على المجموعات الواعية في الأمة مقاطعة قنوات “الجزيرة” و”العربية” و”سكاي نيوز” وعشرات القنوات الممولة من الدول، كما على المفكرين العرب عدم المشاركة في برامج القنوات حتى لا يكونوا عوناً للظلم.
لقد نجا أصحاب الأحلام والرؤى المستقبلية من الخوض في الأعراض العربية، وتمثل هؤلاء بعدد محدود من الدول العربية التي أمسكت العصا من المنتصف ومنعت إعلامها من أن يتحول لبوق ضلالي يدعو للمعصية والقطيعة، ومن أبرز الدول الكويت قائدة المُصالحة والأردن التي حافظت على خطوط متوازنة ومفتوحة مع جميع الفرقاء، وبدرجة أقل عُمان والعراق وفلسطين وتونس والحزائر، عدا ذلك فقد تلوثت الآيادي بالسواد الذي غطى العقول والقلوب والمباديء والقيم والأخلاق لمعضلة ذات أسباب مجهوله، وشارك في تأجيجها قوات محموله وأبواق على بيع الضمير مجبوله، لتصبح جميع هذه الأضاد مما اقترفته خجوله فطأطأت رؤوسها لفقدانها معاني الرجوله بعد أن حطت في المطار طائرة على سلمها كان العناق فأصيب الجهلاء بذهوله.