المنصة لها رجالها .. وكارثة إن تحطمت الصور* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يتسابق الكثيرون للصعود للمنصات لمواجهة رجال الإعلام والشعب ،على أمل أن يحصلوا على الشعبية التي لم يحصل عليها نابليون الذي قال ” لم أحظى بنصيبي من الشهرة” فالإعلام يصنع الأبطال الوهميين والحقيقين، ويجعل من بعض من لا يستحقون مشاهير، لذا فإن الإعلام هو السلعة المرغوبة للباحثين عن المجد ومرفوض حين يتكلم بالحقيقة المرة التي تُرعب بعض أصحاب القرار وحين تُحرج أسئلتهم سيد المنصة الذي لم يأتي ليستجوبه الصحفيين بل لإلقاء الأوامر التي حفظها عن ظهر قلب دون أن يفهم معانيها.
ونجد هنا ان عدد قليل في العالم استطاعوا أن يرتقوا المنصة ويقنعوا الحضور بإيجاباتهم عن جميع أنواع الاسئلة فيجيبون بلا رهبة أو خوف، وفي مقدمتهم المرحوم الحسين بن طلال ملك الاردن والرئيس العراقي الشهيد صدام حسين والرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات والذي تم إغتياله الرئيس المصري محمد أنور السادات، وفي العصر الحالي نجد قلة من القادة والمسؤولين في شتى المجالات يستطعون الوقوف بجرأة وثقة للحديث والتعبير عما يجول في خاطرهم ، فيما الكثير من الزعماء يرتعبون إذا ارتقوا المنصة، لنجد أن غالبية زعماء الأمة لا يُشاركون في أي مقابلات حتى لا يتعرضوا للإحراج وإن أجروها تكون مسجلة.
لذا نستغرب حين نجد أن بعض من أصبحوا بالصدفة بين ليلة وضحاها سياسيين من “وزراء ونواب وأعيان” يتسابقون لصعود منصة الحوار في المؤتمرات ولإلقاء الكلمات تحت قبة البرلمان، لتكون الكارثة كبيرة حين يطلقون لإلسنتهم العنان في الإجابات التي لا تتلائم مع طبيعة السؤال أو حين يتلعثمون أو يرتفع صوت صدى لهاثهم مرتعبين من وجود الصحفيين ورهبة المنصة، وكأنهم يقولون ليس هذا مكاننا، وللحق فإن الحوار والوقوف أمام الإعلام ملكات خاصة يتميز بها البعض ويُخفق فيها آخرون، فليس كل من وقف أمام “الميكرفون” وزير الإعلام العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف وليس كل من تحدث عشرين دقيقة اصبح خطيب مفوه، فما سمعناه من البعض مثير للسخرية والضحك والبكاء.
لذا نجد من الأفضل وحفاظاً على صورة بعض الوزراء والنواب عدم الحديث والإكتفاء بالبيانات المكتوبة التي ستكون مُصاغة بطريقة مبدعة كون من يكتبها عدد من المحترفين، فيما الحوار يكشف الضعف عند البعض وهو ما يقلل من صورتهم في عيون قواعدهم ومتابعيهم، ويجعلهم يظهرون بصورتهم الحقيقية وأنهم في المكان غير المناسب، لذا فليس من العيب أو العار أن يشاركوا في دورات تدريبية في طرق الخطابة والحوار والتعامل مع الإعلام والجمهور حتى لا تتصدع الصور وتُصبحُ محطمة لا تحمل معنى.