التغلغل الإيراني في المنطقة* صالح القلاب
النشرة الدولية –
لا يجوز أنْ يستمر ويبقى كل هذا التغلغل الإيراني، الذي هو إحتلالٌ فعلي وبكل معنى هذه الكلمة، والمفترض لمواجهة إيران ووضع حدٍّ لإختراقها العسكري والأمني والطائفي لأربع دول عربية هي: “العراق وسوريا ولبنان واليمن” أنْ يكون هناك تصدياًّ عربياً وبالأساليب والوسائل كلها وإلاّ فإننا سنجد ذات يومٍ غير بعيد أنّ الولي الفقيه علي خامنئي يفرد عباءته على الوطن العربي كله ومن المحيط الذي لم يعد هادراً إلى الخليج الذي لم يعد ثائراً وأنّ “وريث” قاسم سليماني الذي بات معروفاً كل المعرفة هو صاحب القرارات الحاسمة في معظم الجغرافيا العربية!!
ولعلّ ما بات واضحاً ومعروفاً أنّ الإيرانيين الفرس هم الذين يسيطرون الآن على العراق العربي العظيم وأنه لولا ما فعله الأميركيون لما كان قاسم سليماني هو الآمر الناهي ليس في بلاد الرافدين وفقط وإنما أيضاً في سوريا ولبنان وربما وعبر شرقي البحر الأبيض المتوسط في ما كان يسمى: “الجماهيرية القذافية”، وحيث أنّ روسيا ومثلها مثل “إمبراطورية” رجب طيب أردوغان قد تجاوزت تمدّد الإتحاد السوفياتي الذي غادر وبلا أي رجعة وأصبحت أيضاً تشارك في الهيمنة على “حصتها” في القارة الأفريقية.
ثم وإنّ من مهازل القدر فعلاً أنّ حسن نصرالله، الذي يعرفه اللبنانيون ويعرفون والده، رحمه الله، وعائلته الكريمة ومكانتها بين العائلات الشيعية التي أنجبت قادة كباراً وعظماء أصبح القرار في بلاد الأرز قراره وأنه الآمر الناهي حتى بالنسبة للطوائف العريقة: “الموارنة والسنة والشيعة” بالطبع وهنا فإنّ الكل يعرف والكل يتذكر كيف كان قد أطلَّ على اللبنانيين وعلى العرب العاربة والعرب المستعربة وأعلن بصوت مجلجل أنّ مرجعيته هي الوليّ الفقيه في طهران وأنّ مأكله ومشربه وسلاحه من الدولة الايرانية التي لا يعترف بغيرها بأي دولة وبالطبع حتى الدولة اللبنانية وحتى السورية.. والعراقية وأي دولة أخرى!
وهكذا فإنّ السؤال، الذي بات يتردّد في مشرق الوطن العربي وفي مغربه وفي شماله وجنوبه وحقيقة في العالم كله هو: لماذا يا ترى كلُّ هذا الصمت المريب على كل هذا التغلغل الايراني في أربعٍ من دول الوطن العربي هي: العراق (بلاد الرافدين) وسوريا (الأموية) ولبنان (بلاد الأرز) وأيضا اليمن الذي كان سعيداً والذي كان فرسانه الأماجد طليعة الفتوحات العربية والإسلامية إنْ في الشرق وإنْ في الغرب.. وفي كل الإتجاهات!
لقد تجاوز الإيرانيون (الفرس) الحدود كلها.. وإلّا ما معنى أنْ تصبح “هوية” العراق العباسية وأيضا هوية سوريا الأموية و”هوية” بلاد الأرز و”هوية” اليمن الذي أعطى للفتوحات العربية خيرة الفرسان هويةً إيرانية (فارسية) ..؟! وأيضا وما معنى أنْ يكون هناك كلُّ هذا “الغزو” الإيراني المعلن لأربع عواصم عربية.. وما معنى أنْ يفرد الوليّ الفقيه عباءته على العديد من الدول العربية.