ماذا كتبت الأخصائية الاجتماعية ندى السوقي عن الرجل؟

https://static.addiyar.com/storage/attachments/2067/9634ac5e-46c3-4909-b4f6-180a200c43f8_171068_medium.jpg

النشرة الدولية –

كتبت الأخصائية والباحثة الاجتماعية ندى السوقي عبر حسابها:

شدني هذا المثل عندما كنت طفلة وكانت امي كعادتها تردد بعض الامثلة، ولكن هذا المثل بالذات جذبني رغم عدم درايتي وادراكي لمعناه .

مثل من اربع كلمات فقط! بسيطٌ بكلماته غني ّ ٌ بخبايا ومفاهيم وحقائق لا نستطيع سردها في مقال واحد.

مؤخراً وخلال عملي مع أحد العوائل (دعوى طلاق من قبل الزوجة) والتي كانت تردد دوما على مسمعي: (الزلمي رحمة لو فحمة ..صارت حياتنا سودا بلون الفحم…).

هذه القضية هزتني من الداخل، فعلا نحن احيانا نلصق الاتهامات وبالتحديد تلك التي تدين المرأة، مع الاشارة والتذكير بأنني لا أنتمي الى حزب النساء او الرجال، رسالتي اجتماعية انسانية احاول جاهدة وبحسب الظواهر الاجتماعية التي تصادفني ان ابحث فيها بشكل علمي ودقيق دون التدخل الشخصي والحياد لأي طرف…

وللزوج دور مهم وفعال في عملية بناء الأسرة الفعالة والناجحة في المجتمع، نصادف او نسمع عن زوجات يمارسن القوة على ازواجهن ويكون الدور الفعال في الأسرة وقوانينها وقرارتها وايضا بما يخص الأبناء بيد الزوجة والتي ندعوها بالمستبدة والمسيطرة (وحرام زوجها مسكين هي القوية عليه ولغت شخصيته).

هنالك بعض الحالات ومن دون التعميم نعتقد ان قوة الزوجة واستبدادها هي من جعلت من الزوج رجل ضعيف غير مسؤول واتكالي…ولكن الحقيقية عكس ذلك تماما، الزوجة لها دور مختلف عن دور الزوج في الاسرة، وعندما يكون الزوج ضعيف الشخصية وغير مسؤول تضطر المراة الى لعب الدورين معا، هي لم تختر هذه الادوار الصعبة والتي تهلك كيانها الا من خلال إختيارها الخاطىء للزوج.

تلك المرأة القوية تلعب دور الاب والزوج والزوجة والأم دون أن تنظر خلفها .فالحياة القاسية ومتطلباتها سلبتها نعومة الانوثة وجعلت قلبها حجر وجسدها جبل ٌ لا ينحني.

الزوج ضعيف الشخصية لا يقوم بواجباته لا بل يحاول التملص منها فتقوم زوجته بتلك الواجبات بدلا عنه كي لا يختل توازن الاسرة ، فهو لا يتقن ادائها وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه. يتصرف بعيدا عن النضج والرجولة ومتقلب في آرائه، لا يتقن مهارة التفكير والتخطيط لمستقبل أولاده ويمكن ان يترك الامور للصدفة وقد يترك تلك القرارات الحاسمة للزوجة كي لا يتحمل مسؤولية ماقد يحصل لاحقا فهو غير قيادي لا بل تابع .

هو الزوج الذي لا يدافع عن زوجته ويحاول حمايتها ويهاجمها دوما، ويضع اللوم عليها، ويهملها ولا يهتم لاحتياجاتها بمقابل انه يحاول ان يقضي حوائج الآخرين لينال رضاهم لينال رضاهم، اذا فهو يستقوي على زوجته وفي بعض العوائل تعاني بعض الزوجات من التعنيف المعنوي واللفظي والجسدي من قبل هذا النوع من الأزواج وذلك يعود لعدم قدرتهم على السيطرة على انفسهم وضعف شخصياتهم وعدم القدرة على النقاش والحوار وعدم احترام رأي الآخر، ومن صفاته الانانية وحب الذات.

إن جبروت الزوجة نابع من ضعف الزوج ومن البديهي أن تستلم زمام الأمور فتتولى المسؤولية كاملة مايولد لديها تسلط على الرجل نظرا لضعف شخصيته وقلة حيلته ، وعادة يكون التسلط موجه من قبل الزوج على الزوجة وهو في كلتا الحالتين غير صحي ويسبب إلغاء لشخصية الآخر.

ويقول مرسي كامل في كتاب المدخل الى علم الصحة النفسية،على الزوج :”القدرة على تحقيق التوازن بين واجباته نحو نفسه وزوجته وأولاده وبيته وعمله، فلا يبالغ في إحداها ويقصر في أخرى، ولا يقع في صراع الأدوار “.

عداك عن الإشكالية التي يطرحها مثل ( الزلمي لو فحمة رحمة) عن تقليل وتهميش دور المرأة في الأسرة والمجتمع. وكأن المرأة تابعة لقطعة فحم ومن دونها لن تستطيع فعل أي شيء…

وفي الختام اود ان اشكر كل إمراة تملك تلك الفحمة الموجودة على رف من رفوف المنزل تحافظ عليها ولا تستغني عنها رغم كل المعاناة التي تعيشها الزوجة مرة من قبل زوجها (الفحمة) ومرة من قبل ظلم المجتمع لها، وتحاول جاهدة ان تضيئها لتنير درب ابنائها وتشع كالشمس في عيون الآخرين.

Back to top button