الأديبة اللبنانية زينة جرادي: الكتابة هي الخط العادل ابداعا ما بين المرأة والرجل… الفكر يبقى فكرا بعيدا عن الهوية الجنسية
النشرة الدولية – حوار طلال السكرّ –
الاديبة اللبنانية، زينة جرادي، هي امرأة عشقت هوى الكلمة باكرا، ترى فعل الكتابة بحد ذاتها طقسا غريبا لأنه ينبع من الذات الانسانية.
تقول الأديبة جرداي، أن انتمائي الحقيقي للغة العربية مشاعري في لغتي الام اكثر صفاء ودفئا، ولهذا اكتب بها.
وتقول جرادي، أن الكتابة هي الخط العادل ابداعا ما بين المرأة والرجل لان الفكر يبقى فكرا بعيدا عن الهوية الجنسية.
الاديبة زينة، تقول عن ما سمي ب (الربيع العربي) بمضمونه ظاهريا بحالة من التغيير اثرت على نمطية التعاطي مع الثقافة العربية وايضا جاء بالبحث عن الديمقراطيات والحريات بالرأي لكنه اخفق بمساعيه لان برمجة التبديل هذة تأثرت بالسياسة العالمية المختصة بخريطة الشرق اوسطية.
النشرة الدولية كان لها هذا الحوار مع الأديبة زينة جرادي
من هي الكاتبة زينة جرادي؟
- هي امرأة عشقت هوى الكلمة باكرا فكانت بالنسبة لها العالم الكلي المطلق الذي تهرب اليه لاكتشاف خباياه وكانت القراءة شغفها الاول تعيشها بصمت مع قراءاتها مما عزز في كيانها حس الكتابة فصارت صديقة اليراع والورقة والفكرة .
متى بدأت زينة جرادي وكيف ساهمت سنوات النشأة الاولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الابداعية ؟
- بصراحة لا استطيع ان احدد تواريخ البدايات لان الكاتب يولد بمرسوم سماوي كل ما اتذكره اني صحوت على عشق الكلمة والقراءة وكان عندي عشقا كبيرا للغة العربية وبحورها وما بعد مرحلة القراءات ودخولي مرحلة المراهقة شعرت بنضج ثقافي بداخلي فرحت اغذيه بتكثيف القراءة والاطلاع و حضور الندوات فلاحظت نفسي ادون خربشات خجولة لفتت انتباه كثيرين ضلعين في هذا المجال .
هل لك طقوسا معينة عندما تكتبين؟
- فعل الكتابة بحد ذاته طقسا غريبا لأنه ينبع من الذات الانسانية ويجعل فاعله في حالة من القلق الدائم والانتظار وبالتالي يشكل عنده حالة من الانسلاخ والولوج في الخيال اكثر من الانسان العادي .
هل فكرت يوما الكتابة بغير العربية؟
- ان انتمائي الحقيقي لهذة اللغة العميقة جعلني لا اقترب من لغات اعجمية اخرى علما بأني اجيد الانكليزية والفرنسية بطلاقة انما مشاعري في لغتي الام اكثر صفاء ودفئا .
من كان يدعم زينة جرادي حتى ما وصلت اليه ؟
- الكتابة اولا هواية ثم ممارسة واحترافا ما بعد الدراسة والتعمق في اصولها وأنا الحمد لله موهبتي دعمتني وايماني بالله حماني فالكتابة نعمة سماوية يباركها الخالق عز جلاله ويصقلها صاحبها بالمعرفة والالمام .
هل من مكان لوطنك في ما تكتبين ؟
- وطني هو اجدية كتاباتي وحروفها وجذوري الحقيقية وهو وطن تليق به الكتابات ويكفيني فخرا هو ارض جبران و مخائيل نعيمة والاخطل الصغير وسعيد عقل وكثر من المبدعين .
كيف تصف لنا زينة جرادي المبدعين والادباء في لبنان ومستوى النشاطات الثقافية مقارنة بالدول العربية ؟
- شكلوا شريحة من المبدعين المتفوقين عالميا لانهم عاشوا في ربوع وطن باعث للجمال وطبيعته الخلابة وسعت آفاق ابداعاتهم اما عن النشاطات الثقافية في لبنان كان مطبعة الشرق وانفتاحه على الغرب بحكم جغرافيته اعطياه خصوصية فكانت ثقافته مختلفة عن الاخرين من الدول العربية.
هل من وصف لبعض المتسلقين على الآدب ؟
- لا احد يستطيع التسلق على الآدب ولا حتى ان يطأ حرمته لانه عالم محفوف بالمخاطر والدخيل عليه يتجرد تلقائيا من خداعه وتنتابه اعراض كثيرة منها : الاعياء الفكري , الجهل , الخوف , القلق وهذا العالم لا يطأه الا من كان ضليعا فيه .
كيف ترى زينة جرادي المشهد الثقافي بعد ما سميّ ب”الربيع العربي “؟ برأيك ماذا قدم الربيع العربي للثقافة والعالم العربي ؟
- جاء مشهد الانتفاضات التي عرفت (بالربيع العربي) بمضمونه ظاهريا بحالة من التغيير اثرت على نمطية التعاطي مع الثقافة العربية وايضا جاء بالبحث عن الديمقراطيات والحريات بالرأي لكنه اخفق بمساعيه لان برمجة التبديل هذة تأثرت بالسياسة العالمية المختصة بخريطة الشرق اوسطية وبالتالي هذة السياسة احبطت حالة التغيير هذة انما ما آلت اليه الامور في هذة الانتفاضات انها قلصت المسافة الزمنية ما بين القارىء والكتاب وبالتالي ساهمت بكشف النقاب ثقافيا عن حضاراتنا العربية من خلال تفاعل وجداني فكري.
هل انت مع حرية التعبير في الاعلام ؟ وكيف تؤثر هذة الحرية على الادب والثقافة في تونس؟
- اكيد انا مع الحريات في الاعلام لان الانسان على مختلف انماطه يكره العبودية وبالتالي الحوار البناء لا يعني الاختلاف مع الآخر , اما عن تأثير الحرية على الادب والثقافة بتونس فهو تأثير بالغ الاهمية في بعض الاماكن الثقافية حيث ان تونس تعد من ابرز البلاد العربية انتاجا للثقافة وحددت خريطة انتشارها ثقافيا وفق استراتيجية معينة فيها انفتاح كلي على اوروبا .
هل انت مع ان الكاتب او الشاعر مكرم خارج بلده اكثر من بلده نفسها؟
- المسألة ليست بالداخل او الخارج بل بنمطية الكاتب نفسه ومستوى انجازاته فهي وحدها القادرة على تكريمه في اي مكان او زمان انما التكريم على ارض الوطن نكهته مختلفة ومذاقه الذ.
ما هي الرواية القريبة على قلب زينة جرادي؟
- الرواية التي لم تكتب بعد لاننا دوما نتطلع الى الافضل خصوصا في عالم فن كتابة الرواية .
هل لك ان تحصين لنا حصادك الادبي الثقافي؟ هل ترين ان بعض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة لانها امرأة بدون تقيم لمنجزها الادبي؟
- لا يختصر الكاتب او الاديب حصاده يايجاز وتلخيص لانه دوما بحارا في عالم الكلمة اما بالنسبة للشق الثاني في ميدان النقد الحقيقي تسقط المجاملات والجنس فالكتابة هي الخط العادل ابداعا ما بين المرأة والرجل لان الفكر يبقى فكرا بعيدا عن الهوية الجنسية.
ماذا قدم لك الاعلام ككاتبة؟ وهل كان حافزا لك؟
- الاعلام جزء لا يتجزأ من فن الكتابة وهو الطريق الذي قادني للكتابة وكان حافزا مهما بالنسبة لي لان الاعلامي يكتب بحرص ويسعى لتفادي العثرات في كتاباته .
هل للمرأة نصيبا مما تكتب الاديبة زينة جرادي ؟
- طبعا لها حصة الاسد وقضاياها تعنيني كأنثى وتجبرني على تسليط الضوء حول كافة جوانب قضاياها.
ماذا يعني الرجل للاديبة زينة جرادي ؟
- هو النصف الآخر للمرأة ووجوده يكمل جوهر العلاقة الطبيعية بينهما والفيزيولوجية وهو الاب والاخ والزوج والابن والصديق وكل هذة الانتسابات تشكل ركيزتنا الانسانية.
كلمة اخيرة لقراء النشرة الدولية ؟
- بالكلمة الصادقة والحرة تبنى النفوس الطيبة وموقعكم رمزا لهذة الصفات وكلانا نحمل لواء الابداع نحو غد عربي مشرق.