الولايات المتحدة في قلب الإعصار* صالح الراشد
النشرة الدولية –
إعصار مرعب هز أركان الدول الأمريكية وخلف وراءه قتلى وجرحى وخلاف عميق في الرأي، إعصار فاق “كارتينا” حين قرر الكونغرس البدء بإجراءات عزل الظاهرة السلبية في التاريخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب، قرار لم يكن سهلاَ ولم يكن الأول بحق الرئيس الذي تمت المطالبة بعزله من منصبه للمرة الثانية، ليصبح الظاهر الأغرب في تاريخ الدولة الأعظم في العصر الحديث، لكن الشعب الأمريكي بمفكريه وسياسيه وجدوا أن الرجل أصبح يشكل خطر داهم في لحظات تعتبر الأصعب على الدولة الأمريكية وقبل اسبوع واحد من تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، لأنه يملك القرار العسكري وأنصار قادرين على تحويل الدولة المستقرة إلى بلد ملتهب لا يختلف عن الدول الشرق أوسطية التي دمرتها واشنطن وجعلت منها ساحة خلفية لصناعة الحرب.
ترامب غادر الحياة السياسية بعد أن عبث بالعالم أجمع كما يشاء، وبالذات الولايات المتحدة التي جعلها فرسية للأطماع الروسية والصينية، بل قسم الشعب الأمريكي إلى درجات يجلس أعلاها الأبيض الغني وفي نهايتها الأسود الفقير ، وحاول جاهداً الإرتماء في الحضن الصهيوني على أمل الحفاظ على المكتسبات التي نالها بفضل دعمهم المتواصل لنهجه القائم على تقديم المصالح الصهيونية على الأولويات الأمريكية، ليكون قرار الشعب عبر صناديق الإنتخابات برفضه وإقتلاعه من منصبه ليُصاب بالجنون حيث لم يحتمل الهزيمة القاسية التي أعادته إلى مواطن عادي غير قادر على إتمام صفقة القرن التي شكلت الحُلم والهاجس الأبرز في حياته.
ما حصل مع ترامب لم يشكل للمتابعين ولي شخصياً مفاجأة حيث توقعت هذه النهاية منذ سنوات، بل ذهبت لأبعد من ذلك بتصفية الرئيس من قبل أجهزته الأمنية حفاظاً على أسرار الدولة التي يعرفها، وقد يبوح بها على سبيل الإنتقام كونه غير آمن وغير أمين، لذا لن يكون مستغرباً بأن نسمع بأن ترامب قد توفي بجلطة قلبية أو بأي وباء آخر كونه في نظر صُناع القرار السياسي الأمريكي يُشكل الوباء الأسوء في تاريخ أميركا الحديث، ويبقى التخوف والكابوس الأسوء من أتباع الرئيس الذين قام بتسليحهم ليصبحوا ميليشات خطيرة على المواطن الأمريكي الآمن والباحث عن الإستقرار، لتصبح الولايات التي تحكم العالم في قلب الخطر والإعصار.