2020 عام التضليل والخداع والنفاق* صالح الراشد
النشرة الدولية –
شهد العام الماضي 2020 أضخم عمليات تضليل في تاريخ البشرية، ولم يقتصر التضليل على إتجاه معين فشمل السياسات الداخلية والخارجية وشتى مناحي الحياة في عديد دول العالم، واستخدمت الحكومات التكنولوجيا بأسوء صورة من أجل الهيمنة والسيطرة على فكر الشعوب، وقارب عدد الدول التي لجأت لحملات التضليل إلى حوالي مئة دولة تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيران، وكانت الغاية من هذه الحملات السيطرة على فكر المجتمع وتحويل الشعوب إلى قطعان تسير خلف القرار دون معرفة خطورته.
ففي العام الماضي إنتشر وباء كورونا الذي اصبح لغزاً لا يمكن الوصول لمعرفة خباياه قبل وبعد إختراع عديد شركات الأدوية مطاعيم للوباء، فالتعامل الأولي كان فوضوياً ومبني على معلومات ناقصة، لكن منظمة الصحة العالمية التي يرأسها رجل تعتبر بلاده من الدول المتخلفة في مجال الطب لكنه حظي بدعم صهيوني للوصول للمنصب، هذه المنظمة ومنذ اليوم أثبتت أنها تقوم بعمل سياسي إقتصادي بعيداً عن الطب والعلاج والتصدي للجائحة، وتواجهت عديد المرات مع دول ومنظمات صحية ليضيع بينهم الصواب والخطأ، فيما تبادلت الصين والولايات المتحدة التهم في صناعة فايروس كوفيد-19 المسبب للوباء.
وفي عام 2020 برز الضلالي الأكبر على صعيد العالم والذي كاد أن يعصف بالأمن المجتمعي العالمي، بإثارة الفوضى في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تنعكس الأحداث الداخلية فيها على العالم أجمع، فالرئيس دونالد ترامب تعامل بإحترافية في تضليل مؤيديه وأعلن أنه ظفر في الإنتخابات ولم يخسرها وادعى بأن هناك تزوير صارخ في الإنتخابات، وهو ما أدى إلى إثارة أتباعه ليقوموا بإقتحام الكونغرس، وللتقليل من ضلال ترامب أوقفت “تويتر” و”فيسبوك” حساباته على وسائل التواصل الإجتماعي، وبالغ ترامب في عديد التقارير التي عرضها على الشعب الأمريكي فكذب على الرأي العالم بشأن التدخل الروسي وكورونا الصينية والتسليح الإيراني، وانتقل التضليل الفكري لفرنسا التي تبجحت بنشر صور مسيئة للحبيب المصطفى وبسبب التضليل الفكري المضاد قام طالب بقطع رأس معلمه.
ولم ينحصر التضليل على الدول الغربية بل ظهر بشكل واضح في التصرفات العربية، وبالذات بعد توقيع إتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني حيث ظهرت تقارير مضللة للشعوب تبرر هذه الإتفاقات، كما ظهر التضليل في العديد من خطابات قيادي العالم والتي كانت غايتها العمل على خلق إضطرابات في عديد بقع العالم، وانغمس الإعلام العالمي والعربي في صناعة التضليل عبر ضخ أخبار وتقارير مضلله عن الحروب التي تحدث في المنطقة، وبالذات في ليبيا وسوريا والعراق وعن إنفجار بيروت الذي توزع دم ضحاياه بين صُناع الضلال والتضليل، وتعامل الجميع مع التضليل باحترافية عالية وقامت بعض الجهات الرسمية بالإعتماد على شركات متخصصة في مجال العلاقات العامة تحترف مجال الكذب.
وظهر التضليل في الأردن بصورة واضحة جلية خلال الحملات الإنتخابية للنواب، وفي البيانات التي تلت ذلك، ولعب الإعلام دوراً هاماً في التعتيم على القضايا التي تهم المجتمع ، وأظهر شخصيات كأبطال للمشهد لإخفاء تاريخ العديد من الشخصيات التي صنعت التاريخ، ومارست الحكومة قيادة الراي العالم بطريقة القوة الإعلامية كونها تسيطر على العديد من المؤسسات على الطريقة الصينية الروسية الإيرانية، لذا فحملات التضليل مستمرة لغاية تحقيق أهداف الدول ومن يقودها ويديرها.