مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وسط إجراءات أمنية مشددة
تُقام في العاصمة واشنطن ظهر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش) مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في أجواء خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا واحتياطات أمنية عقب حادثة اقتحام مبنى الكونغرس التي أسفرت عن خمسة قتلى.
وستكون إجراءات الأمن المحيطة بالحفل استثنائية، وسيتم نشر نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف من عناصر الشرطة في واشنطن.
وبسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة “ناشونال مول” في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن سيقف أمام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين.
ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية “المنطقة الحمراء” الواقعة بين تلة الكونغرس والبيت الأبيض.
وكانت قد سبقت مراسم التنصيب هذه استعدادات أمنية مكثفة في العاصمة الأمريكية على مدار الأيام السابقة.
فقد انتشر الآلاف من قوات الحرس الوطني في واشنطن، بعد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول – مقر البرلمان – في السادس من يناير/ كانون الثاني، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وسيدخل الرئيس الأميركي المنتخب الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، بينما يغادره الرئيس الجمهوري #دونالد ترامب صباحاً من دون حضور #احتفال التنصيب الذي سيجري أمام مبنى الكونغرس، الذي تحول قلعة محصنة في ظل إجراءات أمنية واسعة يشارك فيها عشرات الألاف من عناصر الشرطة والحرس الوطني والجيش، بعد تهديدات من أنصار ترامب بتنفيذ هجمات على غرار اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني الجاري.
17 أمرا رئاسيا جديدا تلغي إجراءات اتخذها ترامب
يصدر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن فور دخوله إلى البيت الأبيض اليوم الأربعاء 17 أمرا رئاسيا يعود فيها عن إجراءات اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ومنها التعهد بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ وإلى منظمة الصحة العالمية.
وسيلغي بايدن أيضا مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وسيعلق أعمال بناء الجدار على الحدود مع المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.
وقال مساعدون لبايدن إنه سيوقع الإجراءات التنفيذية بعد أن يؤدي اليمين الدستورية اليوم الأربعاء ليصبح رئيسا للبلاد.
وقالت جين ساكي التي ستصبح المتحدثة باسم البيت الأبيض إن “بايدن سيوقع الأوامر التنفيذية والمذكرات في المكتب البيضاوي في الظهيرة من أجل التعامل مع أزمات الجائحة والاقتصاد وتغير المناخ والتفرقة العنصرية”، وأضافت أنه “سيطلب من الهيئات المعنية اتخاذ خطوات في قضيتين إضافيتين”.
وستشمل الإجراءات المتعلقة بكورونا فرض وضع الكمامة في المنشآت الاتحادية ومن قبل الموظفين الاتحاديين، وأمرا بتأسيس مكتب جديد بالبيت الأبيض لتنسيق جهود التصدي لفيروس كورونا.
وسيصدر بايدن أمرا لمواجهة تغير المناخ يشمل إلغاء تصريح رئاسي لخط أنابيب “كيستون أكس أل” النفطي المثير للجدل.
وأكدت ساكي أن “خطط اليوم الأول من رئاسة بايدن مجرد بداية لموجة من الإجراءات التنفيذية التي سيتخذها قريبا”.
ويغادر ترامب البيت الابيض من دون أن يعترف بنتائج الانتخابات، ويستمر في زعمه أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني قد “سرقها” الديموقراطيون، لكنه لم يقدم دليلاً على هذا الزعم. لكن الجماعات اليمينية المتطرفة تؤيده في هذا الاتهام، وتسعى إلى تخريب احتفال تنصيب بايدن.
وفي هذه الأجواء الحادة من الانقسام والتي دفعت أجهزة انفاذ القانون إلى اعلان التعبئة في واشنطن العاصمة وفي الولايات، لمواجهة تهديدات اليمين المتطرف، لن يحضر ترامب احتفال التنصيب، ليصير الرئيس الاميركي الأول الذي يقدم على ذلك منذ 150 عاماً، وتالياً جعل من انتقال السلطة في الولايات المتحدة لا يتسم بالسلاسة، ويثير تساؤلات كثيرة عن التحديات الداخلية التي ستوجه بايدن في مسعاه لإعادة توحيد الأميركيين.
وبمغادرته البيت الأبيض، لن تنتهي سيرة ترامب الذي من المقرر أن يتعرض لمحاكمة في مجلس الشيوخ في الأيام المقبلة بتهمة التحريض على اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني الجاري. وكان مجلس النواب صادق الأسبوع الماضي على توجيه هذا الاتهام لترامب، ليصير الرئيس الأميركي الاول الذي يواجه إجراءات عزل في تاريخ الولايات المتحدة.
إقامة الصلاة
ودعا بايدن زعماء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين إلى المشاركة معه في صلاة صباح اليوم في واشنطن قبل حفل تنصيبه، بحسب مصادر مقربة من بايدن.
ووافق زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش #ماكونيل، الذي كان حتى الآونة الأخيرة أحد أقرب حلفاء الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، على المشاركة في هذه الصلاة في كاتدرائية القديس متى، وفق ما أعلن مكتبه.
ووُجّهت الدعوة أيضاً إلى رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي.
وانتُخب بايدن الكاثوليكي الملتزم البالغ 78 سنة، في 3 تشرين الثاني رئيساً للولايات المتحدة، واعداً بتحقيق “مصالحة” في أميركا التي كانت منقسمة جداً خلال عهد دونالد ترامب.
وخلال السنوات الأربع الماضية، اتُهم الملياردير الجمهوري بتحريض الأميركيين على بعضهم البعض، وأثارت الحملة التي قادها بعد هزيمته في الانتخابات التوتر.
ويقول ترامب إنه وقع ضحية عمليات تزوير لم يقدّم أبداً دليلاً يثبتها ورفض الإقرار بهزيمته وزرع الشكوك في نفوس أنصاره الذين شنّ أشرسهم هجوماً على مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني.
وأثارت أعمال العنف هذه التي لم تتمكن قوات الأمن من استباقها، صدمة في البلاد وأدت إلى تعزيز الاجراءات الامنية في واشنطن قبل حفل تنصيب بايدن.
إجراءت أمنية إحترازية غير مسبوقة
وأصدرت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون”، أمرا بنشر نحو 2750 جنديا من القوات المسلحة النظامية في واشنطن، لتأمين احتفال تنصيب بايدن، ولتوفير الدعم لمهمات تتعلق بالتعامل مع المتفجرات والمواد النووية والكيميائية.
وارتفع عدد أفراد الحرس الوطني المنتشرين في العاصمة إلى أكثر من 21 ألفا و500 من أصل 25 ألفا كان مقررا نشرهم.
وكشفت وكالة “أسوشيتد برس” الاميركية، أن عنصرين من الحرس الوطني من تأمين احتفال التنصيب تم سحبهما للاشتباه في علاقاتهما بجماعات متطرفة.
وجاء في بيان للحرس الوطني، أن أكثر من 63 ألفا من أفراد الحرس منتشرون حاليا في مختلف الولايات الأميركية، لتقديم الدعم لأجهزة الشرطة والخدمة السرية.
من جهته، قال وزير العدل الأميركي بالوكالة جيف روزين، إن السلطات لن تتهاون مع أي شخص يحاول إفساد يوم تنصيب بايدن بالعنف أو بأي عمل إجرامي آخر.
وأضاف أنه سيتم اعتقال ومحاكمة أي شخص يحاول أن يستخدم العنف لإفساد يوم التنصيب.
وأكد أن وزارة العدل الأميركية ملتزمة إلى جانب أجهزة إنفاذ القانون ضمان مراسم تنصيب آمنة.
وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر، أعلن أن أفراد الحرس الوطني المنتشرين في واشنطن لتأمين احتفال التنصيب، سيتم إجراء تدقيق أمني في شأنهم.