آلان الزغبي لست شريراً ودمعة طفل تبكيني … “لا ذنب للفنانين بارتفاع إصابات كورونا والشعب اللبناني غير مسؤول”!
النشرة الدولية –
الديار اللبنانية – جويل عرموني –
أثبت الممثل القدير آلان الزغبي قدراته التمثيلية القوية على الساحة الفنية، إذ أنّ رصيده مليء بالعطاءات والأعمال الكبيرة التي نفتخر بها في تاريخ الفن اللبناني. وقد تميّز آلان بقدرته على أداء شخصيات شريرة مركبّة حققت نجاحاً لافتاً رغم استفزازها للمشاهد، إلاّ أن الجمهور لم يَملّ منها ما يؤكد تحقيقها نسبة مشاهدة عالية، وآخرها “أنور” في مسلسل “رصيف الغرباء” الذي يعرض حاليّاً على شاشة الـ”LBC”، حيث أبدع الزغبي في هذا الدور ليجسّد شخصية مليئة بالشر والحقد وتنطبع في أذهان المشاهدين كما معظم أدواره، وتنال نهاية مأساوية كما تستحقّ.
اشتهر في بداية حياته الفنية كراقص محترف ولقب بالراقص الأول في لبنان، فبداياته كانت مع فرقة ” روميو لحود ” للفنون الشعبية ثم بدأ تدريب وتصميم الاستعراضات لأعمال مسرحية عدّة بمشاركة نخبة من المطربين اللبنانيين منهم، عصام رجي، وديع الصافي، ورافق الشحرورة صباح في العديد من الأعمال المسرحية والمهرجانات الدولية في العالم العربي وخارجه. كما قام بتدريب فرقة التلفزيون السوري والفرقة القومية للفنون الشعبية في مصر.
من هذا المنطلق كان لـ”الديار” حوار شيّق وغنيّ معه:
بداية، أخبرنا عن “أنور داوود”، الأب المليء بالشر والأمراض النفسية، والى أي مدى هذه الشخصية تؤثر على الأولاد في الحقيقة؟
إنّ شخصية أنور داوود في مسلسل “رصيف الغرباء” هي مركّبة مليئة بالشرّ وحبّ الذات والمصالح الشخصية، فهي تؤثر على المشاهد عموماً وليس فقط على الأطفال. إن الولد ذكي جداً ويتأثر تأثيراً مباشراً بالشخصيات الدرامية اذ يمكن للممثل أن يتقمّص الشخصية بكامل خطوطها الدرامية وأدواتها.
أنا لم أكن أريد تمثيل هذه الشخصية أوّلاً لصغر حجمها في الحلقات، وثانياً لما فيها من شرّ وعقد نفسية، لكن الصديق والأخ المخرج ايلي معلوف أصرّ عليّ أن ألعب هذا الدور لأنه يؤسس لسير الأحداث الى جانب الحاجة الدرامية لممثل يتقن هذه الأدوار كي يؤثر تأثيراً مباشراً على المشاهدين ويجذبهم لمتابعة المسلسل.
ولا يهمني أن يكون الدور صغيراً أو كبيراً، فالأهم بالنسبة لي أن يترسخ بذهن المشاهد وأن يبقى في مخيلته حتى لو انتهى عرض المسلسل، الأمر الذي حصل فعلاً بشخصية “أنور”. فما الجدوى في تواجد الممثل بجميع حلقات المسلسل وألا يتذكره أحد بعد انتهاء العرض؟ إذاً ليس هناك دوراً صغيراً أو كبيراً بل هناك ممثل كبير وآخر صغير. نجد العديد من الممثلين الكبار والمشهورين لعبوا أدواراً صغيرةً وكانوا ضيوف شرف في أفلامٍ سينمائية ومسلسلات درامية.
لمعت بأداء شخصيات شريرة مركبّة حققت من خلالها نجاحاً لافتاً رغم استفزازها للمشاهد، كيف يتفاعل المشاهدون معها؟ ألا تخاف أن تصبح مكروهاً من الجمهور وأن يتمّ ربط صورتك بالشرّ؟
صحيح أنني لعبت أدوراً عدّة تتّسم بالشر، ولا شك أنها أدوار صعبة وعلى الممثل الذي يلعبها أن يتقن تقمصه للشخصية ويغوص في أبعادها وكيفية تصرفاتها.
إن العديد من المشاهدين لا يشعرون بأن دور الشرير في أي عمل درامي لا يقل قيمة عن دور البطولة للممثل الذي يلعب دور الحب أو المغلوب على أمره، فمن يجعل المشاهد يتعاطف مع دور البطل هو دور الشرير.
فكلّما أتقن الممثل دور الشرير كلّما تعاطف المشاهد مع دور البطل. بينما اذا كره الناس دور الشرير واستفزهم فذلك يعني أن الممثل قام بأداء دوره جيداً وأوصل الشخصية لذهن المشاهد كما يجب.
ويعتقد البعض أنني فعلاً شرير من خلال أدواري، ومن جعلهم يعتقدون أنني شرير هو أنا شخصياً من خلال اتقاني لدوري، لكن عندما يتعرفون عليّ شخصياً لا يصدّقون أنني نفس الممثل الذي يمثل أدوار الشر. لكنني في الواقع انسان عاطفي ويملأ قلبي الحب والحنان ودمعة طفل تبكيني.
ألم يحن الوقت بعد لكسر سلسلة الشخصيات الشريرة التي تقدّمها؟
أنا ممثل تخرجت من أكبر معاهد الدراما في فرنسا ولديّ خبرة طويلة في مجال التمثيل لا سيّما وأنني عملت لمدة عشر سنوات في مصر وشاركت في مسلسلات عدّة، كما أنني أجيد اللغة الفرنسية بطلاقة والانكليزية واللغة العربية الفصحى بكل متطلباتها من لغة وفروسية ومعارك حربية.
والممثل الموهوب والذي لديه خبرة يجيد كل الأدوار. وتستهويني أدوار الشر لما فيها من أدوات وخطوط يمكن للممثل أن يستعملها، وهذه الأدوار دائماً ما تعلق في ذهن المشاهد.
هل آلان الزغبي أخذ حقه في الادوار الدرامية؟
ليس بعد، فالدراما اللبنانية اجمالاً لم تأخذ حقها كالدراما السورية مثلاً في التوزيع على المحطات العربية كما يجب وهذا يعود لعوامل عدّة: إنتاجية وكتابية وظروف اجتماعية وغيرها…
بانتظار أن يتحقّق الحلم الذي أترقبه، يبقى أن نقول إنه مهما بلغ نجاح الممثل في أعماله يبقى طموحه أكبر لتحقيق أمنياته.
من هم الممثلون/ات الذين يعجبك أداؤهم والى جانب أي ممثلة تحب أن تلعب دور البطولة؟
يعجبني آداء العديد من الممثلين اللبنانيين، والممثل اللبناني لا يقلّ موهبة عن أي ممثل عربي، لكن الفرص المناسبة لم تأته بعد وذلك يعود كما قلت سابقاً لنوعية الانتاجات وقلة السيناريوهات المناسبة وغياب الدولة اللبنانية ووزارة الثقافة تحديداً وعدم قدرة بعض المنتجين اللبنانيين على التوزيع خارج المحطات اللبنانية.
انا أرحّب بالأعمال الدرامية المشتركة مع نجوم من الوطن العربي لان ذلك يفتح المجالات أمام الممثل اللبناني للانتشار أكثر عربياً.
من هو المخرج الذي استطاع أن يخرج منك الموهبة الكبيرة المختبئة فيك؟
بما أنني عملت في مجال الدراما في مصر وسوريا والاردن والسعودية، واكتسبت خبرة كبيرة من مخرجين عرب ولبنانيين استنتجت أنه لكلّ مخرج طريقة في الاخراج، والممثل الجيّد يرتاح بالعمل مع أي مخرج جيّد آخر.
أنا شخصياً ارتحت كثيراً بالعمل مع العديد من المخرجين في مصر وسوريا ولبنان وعلى سبيل المثال ليس الحصر المخرج الصديق ايلي معلوف الذي لديه أسلوب خاص بالاخراج فهو يخرج أعماله بالطريقة السينمائية واذا لم يكن الممثل يمتلك الخبرة اللازمة يرتبك في بعض الأحيان.
لا شك أنني شعرت بالراحة أيضاً بالعمل مع المخرج نجدت انزور والمخرج المصري جمال عبد الحميد والراحل حسام الدين مصطفى، والعديد من المخرجين اللبنانيين والسوريين والمصريين، فكل مخرج لديه بصمته الخاصة.
وهناك أيضاً مخرجين كبار ومهمين في لبنان وخارجه أودّ العمل معهم ولكن لم تسنح لي الفرصة بعد.
ما هي طموحاتك؟ والى أين تحب الوصول؟
أطمح لأن تصبح الدراما اللبنانية منافسة للدراما العربية وأن يصبح لدينا أفلام سينمائية جيدة تجاري السينما المصرية.
أطمح دائماً لتحقيق أمنيتي بالعمل مع شركات انتاج ضخمة متميزة بأعمالها، وأن يصبح اسم الممثل اللبناني كنجم عربي مطلوب في محطات التلفزيون العربية.
كما أنني الآن أقوم بالتحضير لمسلسل من كتابتي بعنوان (خيوط خفية)، وهو مسلسل مشترك مع نجوم من الوطن العربي، تتشابك فيه الخيوط البوليسية والاستعراضية والخيانة والشرّ المطلق.
بعيداً عن التمثيل، كيف تمضي فترة الحجر المنزلي؟ وما موقفك من لقاح “كورونا” الذي بدأ يجول العالم للحدّ من انتشار الفيروس…هل أنت مستعد لتلقّيه؟
أمضي فترة الحجر في منزلي وأتفادى الخروج إلاّ لأمر ضروري جداً خوفاً من الكورونا لان الجلوس في البيت أفضل من الجلوس وحيداً في المستشفى، وأفضل من العذاب الذي يسبّبه هذا الفيروس وقد يوصل الى الوفاة.
أطلب من الله أن يبعد عنّا وعن الشعب اللبناني هذا الفيروس الخبيث، وانا بانتظار وصول اللقاح الى لبنان ومستعدّ لتلقيه.
هل تعتبر أن الفنانين الذين أحيوا حفلات رأس السنة أخطأوا بهذا الامر لأنه فاقم الإصابات وكان يجب أن لا يتم ذلك؟
ليس للفنانين أي ذنب في ذلك، إنما يعود الامر لمتعهدي هذه الحفلات، وعلى الذين شاركوا فيها دون اتخاذ الاحتياطات الّلازمة، وعلى قلة مسؤولية الشعب اللبناني والدولة اللبنانية لعدم أخد الاجراءات الصارمة حتى وصلنا الى ما نحن عليه الآن.
أريد أن أقول لكلّ شخص لا يأخذ احتياطاته أنه يسهم في جريمة نقل العدوى لغيره والتسبب بوفاة بعض المصابين، فهذه جريمة لا تقل اجراماً عن القتل.
كثرة الاصابات في لبنان ليست فقط بسبب اقامة الحفلات ليلة رأس السنة إنّما لقلّة مسؤولية الشعب اللبناني الذي ما زال البعض منهم يعتبر انه ليس هناك ما يسمّى كورونا بل يعتبر أن القصة كلّها سياسية للأسف.
كل تمنياتي اليوم للشعب اللبناني وكل الشعوب هي الصحة الجيدة والخلاص من هذه المحنة في أقرب وقت.