الشهيد توما حجازين

"إذهبوا إلى عمان والزرقاء ليس لكم مكان في هذه المدينة"

النشرة الدولية –

صفحة العشائر المسيحية في محافظة الكرك فيسبوك

“إذهبوا إلى عمان والزرقاء ليس لكم مكان في هذه المدينة”. هكذا كانت مكبرات الصوت تذيع من على سيارات جيش العدو الذي إستطاع الدخول إلى وسط المدينة المقدسة ليلة السابع من حزيران 1967، كما طلبت من الجنود الاردنيين إلقاء السلاح والإستسلام … عند الساعة الثانية من فجر نفس اليوم أدرك قائد اللواء العميد عطا علي المساعيد إستحالة الدفاع عن المدينة في ظل التفوق العسكري الاسرائيلي، وان القتال بدون غطاء جوي (كان من المفروض ان تقدمه مصر وسوريا) يعتبر إنتحار، وأن إستمرار القتال سيعرض المدينة المقدسة للدمار بعد أن هدد العدو بقصف المسجد الأقصى وباقي المقدسات، وبعد التشاور مع محافظ القدس أنور الخطيب الساعة 11 مساء يوم الثلاثاء 6/7 أعطى موافقته على الإنسحاب وكانت آخر كلمات المحافظ  للقائد عطا علي المساعيد : “سيسجل التاريخ لك ولجنودك الوقفة البطولية التي وقفتموها في القدس، لقد بذلتم فوق المستطاع،  لك عليَّ ، كلما ذُكر الجيش الأردني أمامي في أية مناسبة أن أحني هامتي إلى الأرض إكراما لما شاهدت منك ومن رجالك من بطولة في هذه المعركة “، طلب القائد من جنوده الساعة الثانية من صباح الأربعاء 6/7 تنفيذ الانسحاب من القدس عن طريق باب المغاربة إلى وادي سلوان ثم إلى قرية أبو ديس ، وبدأ القادة المنهكون بالإنسحاب على الأقدام بينما كانت طائرات العدو تلاحقهم وتغير على الخان الاحمر والنبي موسى حتى لا تأتي نجدات للجيش الاردني شبه المحاصر في القدس، بإستثناء سبعة من جنود الكتيبة الثامنة على سطح دير اللاتين في منطقة باب يافا في القدس القديمة قرروا الصمود والقتال وحوصروا ورفضوا الإستسلام وبعدما أثخنت الجراح أجسادهم توسلنهم الراهبات أن يختبئوا بالدير ويحتموا به لكنهم أصروا على القتال حتى نالوا شرف الشهادة بعدما إستخدم العدو طائرات الهيلوكبتر في قصفهم، عُرف منهم الرقيب الأول سليمان عيسى الهلالات من وادي موسى ورقمه العسكري ٥٠٤٨١ والجنود يوسف مناور من وادي السير والجندي٢ توما سلامة خليل الحجازين من السماكية في الكرك ورقمه العسكري ٥٢٢١٥ والجندي١ عقلة هلال محمد الدعجة من ماركا ورقمه العسكري ٤٠٩٣٨ تم دفن رفاة ثلاثة من الشهداء في فناء الكنيسة وهم مسلمان ومسيحي وإلى يومنا هذا ما زالت تُتلى على قبورهم الترانيم والصلوات المسيحية لمباركتهم، في الأردن عندما يتعلق الأمر بالتضحية والشهادة لأجل الوطن يقاتل مسلموه ومسيحيوه في نفس الخندق وتختلط دمائهم على ثراه ويدفنون بجوار بعضهم البعض، وتتلى عليهم كافة الصلوات .

زر الذهاب إلى الأعلى