العودة…
الشاعرة رانية مرعي
النشرة الدولية –
عندما تُهنا ، اعتقدنا أنّنا أضعنا الطريق .. لكنّنا اكتشفنا أنّهم غيّروا العنوان وأمعنوا في محوِ معالم الدروب حتى لا نصل .
حملْنا عُمرًا وزرَ غيابٍ مدبّر في ليلٍ أسود وخوفًا من عتاب نسي ملامحنا – نحنُ الذين حفظنا كلّ دقائق البعد وكتبنا على أنفاس النسيم رسائل الشوق علّها تكفّر عن ذنب الانتظار –
وبعد قدر ، وفي يوم اللقاء المحتوم ، تصنّعوا الدّهشة وابتلعنا الصّدمة .. هنّأهم الأشقياء على حسن الخداع ، وحُفظت القصّة في ملفٍّ عتيق مليء بالضّحايا والكثير من اللعنات .
واللهفة التي سافرَت من أمل إلى أمل .. أقفلت باب بيتها البارد ومن خلف الستائر تراقبُ العابرين وتضع على
الشباك وردةً تواسي من سيضيّعون في الأوهام أعمارهم .
وفي نهاية طريق اللاعودة لافتة كتبها مغامر :
” زرعتُ عينيّ على كل المفارق لأعودَ سالمًا ، ونجوتُ لأنّي راقبتهم جيدًا …أولئك الذين ودّعوني ،لم يمرّوا من هنا !
أنا لا أبحثُ عن أحد ، أنا فقط أتيتُ لأنتقم من كل الكاذبين … اتبعوني إلى النور ودَعوا العتمة تنتقم من أشباحها ، فالحب ما كان يومًا نسيّا … ”