الحفلات الافتراضية للمطربين العرب حققت نسب مشاهدة عالية العام الماضي
النشرة الدولية –
رغم أن قطاع الموسيقى أصيب بأزمة خانقة خلال العام المنقضي، بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم، إلاّ أن محاولات الموسيقيين للحفاظ على النشاط الغنائي كلّلت في جزء منها بالنجاح، حيث لم تتوقّف عجلة الإنتاج وحافظ عدد من مطربي الصف الأول على إشعاعهم عبر الحفلات الأونلاين التي عوّضتهم غياب الجمهور بشكل مباشر.
ويعتزم الكثير من الفنانين العرب، على غرار راغب علامة وتامر حسني وشيرين عبدالوهاب وإليسا، اعتماد الحفلات الأونلاين للتواصل مع جمهورهم في موسم عيد الحب القادم، رغم توجّه أغلب الدول العربية حاليا إلى التعايش مع الفايروس وفق قواعد جديدة مع تخفيف حدة التدابير الاحترازية بالتزامن مع الإعلان عن لقاحات تبشّر بعودة قريبة إلى الحياة الطبيعية في المنطقة. لكن مدراء أعمال المطربين والمطربات لا يتركون لعنصر المفاجأة مجالا لإرباكهم.
ومكّنت التكنولوجيا الحديثة في عام 2020 من تأمين العديد من الحفلات الأونلاين، لتتحوّل إلى ظاهرة فنية لا تزال معتمدة مع بداية العام الجديد، حيث احتفل الفنان المصري محمد حماقي بليلة رأس السنة من خلال حفل أونلاين تم نقله مباشرة عبر تطبيق تيك توك وسط تفاعل كبير من الجماهير وهي في منازلها.
كما أحيا كل من المطرب المصري تامر حسني والنجمة اللبنانية نانسي عجرم حفلا مشتركا على كورنيش النيل في العاصمة المصرية القاهرة بمناسبة حلول العام الجديد، دون حضور جمهور، وقد وقع بثّ الحفل بشكل مباشر على قناتي “أو.أن” و”الحياة” المصريتين.
ورغم نجاح الحفلات الأونلاين بنسب متفاوتة في تحقيق حضور جزئي للمطربين العرب من خلال تواصلهم مع عشاقهم، إلاّ أن للمطربة التونسية لطيفة العرفاوي رأيا مُخالفا، وهي التي أكّدت في أكثر من حوار صحافي رفضها إقامة الحفلات الأونلاين، معتبرة أن لا شيء يعوّض عندها تفاعل الجمهور معها بشكل مباشر، وتقول في هذا الخصوص “لا أتحمّل فقْد روح الجمهور وعيونه وتفاعله ومطالباته لي بأغنيات معينة في حفل مباشر وحي”، مؤكّدة أنها ستوافق على إحياء حفل حي بعد مرور الأزمة، حيث أنها تفتقد كثيرا الغناء وسط تصفيق جمهورها وتفاعله معها.
وبالعودة إلى عام 2020 ظهرت للمرة الأولى في تاريخ الغناء العربي حفلات “الهولوغرام” التي استعاد من خلالها الجمهور صوت المطربة الراحلة أم كلثوم في عروض مباشرة بالقاهرة ودبي، لتأخذ هذه التقنية مكانها من اهتمام الجمهور والفنانين في العام الجديد، حيث من المتوقّع أن تتم خلال العام الجاري أرشفة 100 أغنية للفنان السعودي محمد عبده، ليصبح “فنان العرب”، كما يلقّبه محبوه، أول فنان في العالم تتمّ أرشفة أعماله بتقنية الهولوغرام.
والهولوغرام هي تقنية تصوير تجسيمي، تعتمد على التقاط جزيئات الضوء المتناثرة على جسم ما، ومن ثم عرضه على هيئة صورة ثلاثية الأبعاد مطابقة لشكل الجسم الحقيقي.
ورغم كل ما مرّ به العالم من أحداث مؤسفة وقاسية في عام 2020، إلاّ أن أغاني المهرجانات أصرّت على التواجد بقوة في مصر والعالم العربي ككل، سواء في شكل أونلاين أو عبر الكليبات، فكان لها نصيب الأسد من الحضور على مواقع الاستماع للأغاني محقّقة نسب مشاهدات عالية فاقت كل التوقعات، فتصدّرت أغنية “عود البطل” لحسن شاكوش قائمة المطربين الأكثر استماعا على مواقع التواصل، كما تخطّت أغنية “يا حبيبي” للممثل محمد رمضان حاجز الستين مليون مشاهدة على يوتيوب.
وفي تونس استفاد مطربو الراب بشكل واسع من أزمة كورونا، ليصدروا العديد من الأغاني المنفردة أو الثنائية، والحال أن أغانيهم المصوّرة لا تستدعي حضورا كبيرا للتقنيين والممثلين في تصوير كليباتهم، حيث تكفيهم، في بعض التجارب، خلفية بصرية جامعة لعدد من الصور لتتصدّر أعمالهم مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن أغانيهم لا تحتاج إلى فيلق كبير من الموسيقيين المحترفين لتحويل نوتها من ورق إلى إيقاع صاخب، خلافا للأغنية الطربية الوترية المكلفة من ناحية الكلمات والألحان والتسجيل. فغالبية أغاني الراب تعود كلماتها إلى صاحبها والألحان من وحي لوحة مفاتيح الكمبيوتر الخاص به، والأمر ذاته ينسحب على تسجيل الأغاني التي بالإمكان تنفيذها عن بعد.
كل هذا جعل أغنية الراب تتفوّق بأشواط على نظيرتها الطربية الوترية في تونس، وسط غياب شبه كلي للمطربين المكرسين بالبلد سواء قبل أزمة كورونا أو أثناءها، ويكفي هنا أن نذكر أن الأغنية الوحيدة التي حقّقت نسب مشاهدة عالية على يوتيوب تعود إلى الفنانة الشابة شيرين اللجمي المعنونة بـ”علاش نلوم” والتي جاوزت مع بداية العام الجديد الخمسين مليون مشاهدة، في حين أن الأغنية الجديدة “يا الخضرا” للفنان المخضرم لطفي بوشناق لم تحقّق منذ إصدارها في ديسمبر الماضي، وحتى الآن، إلاّ أربعة ملايين مشاهدة رغم جمالية لحنها وقوة كلماتها التي كتبها الشاعر آدم فتحي.
ومع ذلك حقّق بعض المطربين العرب نجاحا لافتا في العام المنقضي، ويأتي على رأسهم المطرب الإماراتي حسين الجسمي الذي حقّق من خلال أغنيته “بالبنط العريض” انتشارا واسعا في جميع أنحاء الوطن العربي، خاصة في مصر، وتمكّنت الأغنية من أن تكون واحدة من أهم أغنيات عام 2020، إلى جانب أغنية “أماكن السهر” للنجم المصري عمرو دياب.