رؤية الكويت 2035 موجودة – ضاعت – توقفت!* يوسف عبدالرحمن

النشرة الدولية –

دخلنا عام 2021 وعلى حد علمي عندنا رؤية 2035 وأتذكر أنني حضرت دعوة من الشيخ ناصر صباح الأحمد – رحمه الله – في منطقة اليرموك شرح خلالها خطته الطموحة لعودة طريق الحرير ضمن هذه الاستراتيجية!

الآن متى تتفرغ حكومتنا ونوابنا الكرام لتسليط الضوء على هذه الاستراتيجية (الكويت الجديدة) التي نأمل أن ترى النور لأنها من استراتيجيات الأمن القومي عندما تعمل الشركات الصينية في شمال الكويت في المرحلة المقبلة، والسؤال الذي يروادني دائما: ما موقف الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها الدولة الحارسة لمنطقة الخليج العربي؟

نتمنى كمواطنين ان تتسارع هذه الخطط لبناء المنطقة الشمالية من الحدود الكويتية مع الجارة العراق ولتحقيق الإصلاح الاقتصادي المطلوب، فقطار التنمية عندما ينطلق سيفيد كل دول المنطقة، فتحول الكويت الى مركز مالي وتجاري ومعبر مهم للتجارة العالمية سيعود على الكويت بالخير والجارة العراق على وجه الخصوص، ودعونا من السير في بحر الأمنيات والإصلاح الى مناقشة الواقع على خط طريق الحرير!

هل لدينا ركائز لتحقيق هذه الرؤية في وقتها المكتوب 2035؟ نحن بحاجة دون مجاملة الى حكومة قوية في هذه المرحلة تؤكد مكانة الكويت الديبلوماسية والتجارية وعلى جميع المستويات المختلفة من العلاقات.

الكويت بحاجة إلى بنية تحتية جديدة مثلما هي الجسور التي تمت في المنطقة الشمالية الرائعة التي ربطت جنوب البلاد بشمالها في أقصر وقت.

نحن بحاجة إلى مجاميع شبابية من خريجي الجامعات من جميع التخصصات لنكون بهم فرقا انكشارية بشرية متطورة من كل القطاعات المطلوبة، وهذا لن يتم ما لم يكن هناك اهتمام بالتعليم العام والخاص والنوعي وإيجاد مخرجات لسوق العمل القادم.

ما أحوجنا الى 16 وزيرا كل منهم يسد مكانه ويقوم بواجباته ومسؤولياته، وزير إصلاحي وطني، همه إنجاح خطة 2035 بعيدا عن المحاصصة والبيروقراطية.

الكويت بحاجة إلى تفعيل اقتصادها بطاقته القصوى وعدم الارتكاز فقط على بيع النفط.

نريد عائدا اقتصاديا من قطاعات اخرى.

ومضة: الشعب الكويتي شعب واع مثقف يعرف أن تأهيل الشباب هو الرأسمال الحقيقي لضمان المستقبل وبهم نضمن الاستدامة ولا نقف فقط على مقولة «الكويت ولّادة».

لابد من الاهتمام بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم لضمان تحقيق رؤيتنا المنشودة في عام 2035.

كويت جديدة تعني التزاما وشفافية ومشاريع تعليمية لا تتوقف؛ لتطوير نظم التعليم وتعديل المخرجات عاجلا غير آجل.

آخر الكلام: أمننا القومي يتطلب الاهتمام المتزايد بالمنطقة الشمالية التي ستؤدي بإذن الله إلى نقلة نوعية بعد بناء جسر جابر الأحمد واكتمال ميناء مبارك لتحريك اقتصاد طريق الحرير والجزر والحزام الصيني المرتقب.

المرجو الآن الاهتمام كثيرا بقضية ميناء مبارك الذي بدأ التفكير في إنشائه في عام 2003 ووضع حجر الأساس له في 2011 ونرى لزاما علينا الآن أن تتخذ الكويت كل الخطوات الجادة لإكمال هذا الميناء بعيدا عن النوايا السيئة تجاه الكويت!

كل ما نخشاه هو ان نكون ضحية التنافس الصيني -الأميركي على هذا النفوذ خاصة مع نجاح الصين في إقامة شراكات واتفاقيات مع دول الخليج العربية.

لقد نجحت دولة الامارات العربية المتحدة في بناء وتطوير أكبر ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط في منطقة (جبل علي) بطاقات استيعابية كبيرة حققت موارد مالية للأشقاء في دولة الإمارات، وكذلك افتتحت دولة قطر ميناء حمد في 2017 ويعد من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، ويحقق لدولة قطر الشقيقة رؤيتها لعام 2030 كما أن باكستان طورت ميناء (جوادر) في إقليم بلوشستان مجسدا شراكة استراتيجية مع الصين في مبادرة الحزام ما جعل المملكة العربية السعودية ودولة قطر تسعيان للاستثمار في هذا الميناء.

كما أن (ميناء الفاو الكبير) سيخدم الأشقاء في العراق، وهم يستعدون الآن مع شركة كورية لافتتاحه.

زبدة الحچي: إن رؤية الكويت 2035 لن تنجح في ظل حكومات ومجلس أمة منحلة، وطموحنا الآن ان تشهد الكويت مزيدا من الاستقرار السياسي في ظل العهد الميمون لتتحرك الخطط والميزانيات المرصودة لمثل هذه المشاريع الطموحة.

علينا أن نغير عقليات القرار أمام هذه المشاريع التي نراها تعاني من الكارثيات المستمرة بالواسطات والمحسوبية والمحاصصة السياسية، وكل هذا يهدر الوقت ويضيع آمالنا، بشراكات حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص وإدارات تفهم النظم الإدارية والرقابية، وأن نؤصل في مجتمعنا محاسبة الفاسد بتطبيق القانون عليه مهما كان منصبه ومركزه!

تريدون أن تكون الكويت كاليابان أو سنغافورة او هونغ كونغ، غيروا العقليات التي تدير امورنا الاستراتيجية.

ما أحوجنا إلى ديموقراطية حقيقية تحقق لنا استراتيجيتنا من تطور كويت الأمن والأمان والرخاء، ونُخرج الى النور طريق الحرير الموعود، فهل نحقق بعد خمسة عشر عاما ما تم وضعه في استراتيجية الكويت الجديدة 2035؟

وهل سنشهد ما رأيناه في المجسمات ما ينقلنا من وضعنا الحالي الى وضع افضل؟.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون!

..في أمان الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button