“حصان طروادة” في طرابلس* فلك مصطفى الرافعي

النشرة الدولية –

خاص الشراع –

اراد إغريق هذا الزمن ان يعيدوا مسار قصتهم الغارقة في اوراق الماضي السحيق، عندما عصتْ عليهم طروادة وفشلوا في اقتحامها وتركوا على بوابتها المنيعة خديعة الحصان الخشبي الضخم المحشو بمئات المحاربين النخبة، ودخلوها  بالحيلة الدهماء وامعنوا فيها نهباً وحرقاً

في الامس وما قبله إستأجروا غيمة سوداء من صناعة محلية وخارجية، سدّوا بها افق المدينة،  وحجبوا نور قمرها ودخلوا الفيحاء الآمنة واحرقوا مؤسساتها الإدارية  وتناولت أعمدة اللهب والدخان اكثر من حريق مكتبة بنو عمار في طرابلس، وكان الخائن”سينون” الحاضر دوما منذ زمن طروادة الاول حيث أقنع اهل طروادة ان الحصان هدية إستسلام، فاستغلوا فرصة انين الجياع والمرضى وغياب الرغيف والدواء،تركوهم يحتجون ويطالبون وانسلّوا كالافاعي السوداء واحرقوا التراث البلدي حجرا وتاريخا ووثائق  ” الناس الغلابة”.. لقطاء الحاويات العفنة اعتقدوا أن سبيّ المدينة وبيعها في سوق النّخاسة والرّق المستبعد..

كان اهلها الصيد على إلتزام بقرار”خلّيك بالبيت” وفي غفلة من احتراز الأشاوس افرغ الحاقدون غِل احقادهم و قد حدث هذا على مرأى من عيون ملتبسة مقيّدة بالتعليمات وهي باكية على جريمةإغتصاب مدينة اسمها “طرابلس” أجبرت المستعمر عام ١٩٤٣ على الاسراع بتوقيع وثيقة الاستقلال بعد أن قدمت ١٤ قتيلا مظلوما مسحوقا تحت مجنزرات المحتل..

مدينة اسمها “طرابلس”  احتوت غضب نهرها الذي فاض في ليل من عام ١٩٥٥ وجرف الطواحين والبيوت والممتلكات ولم يستطع جرف كرامة طرابلس الشامخة ..

نسيَ لقطاء الحانات واقبية العمالة والانتماء الاسود ان مدينة اسمها طرابلس هزأت من زلزال عام١٩٥٦ وبقيت صامدة موفورة الجانب عالية الجبين.

مدينة اسمها طرابلس مسكونة بالعروبة قاومت عام ١٩٥٨ المشاريع المشبوهة واججت ثورة شعبية ضد حلف بغداد ومشروع ايزنهاور وكان الترياق يأتيها من شام الوحدة العربية اليتيمة من القطر الشمالي للجمهورية العربية المتحدة،  وانتصرت على حاكم اراد إلحاقها بالمعسكر الغربي المناوئ لامة عربية كريمة ..فعلوها لقطاء الدولار المفقود الاسود وقامت عند أذان الفجر بالإغتسال من نجاسة المندسين ولم يسمحوا”للخنساء” ان تبكي أخوها “صخر” على أطلال طرابلس ..

زغرد الصباح وانجلت الغيمة السوداء لتشرق “طرابلس” على انشودة الصبر والشوق لمزيد من الصمود، لملمت أشلاء تراثها ،ضمدت جراحها على إيقاع شعر المتنبي “وقصّرت كلُ مصرٍ  عن طرابلس ” مع تعديل ليصبح ” وقصّر الكثير في حماية طرابلس”

يا مدينة علماء الامة وعلمها الأغرّ …طهور بإذن الله وأجر وعافية وإن للباطل جولة وللحق الف جولة،، وحمدا  لله تبارك وتعالى في قوله: ” قفوهم،إنهم مسؤولون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button