كبرتُ يا أمّي* وداد رضا الحبيب
النشرة الدولية –
هل أخبروكِ يا أمّي
أنّي كبُرت؟
صار لي نهدان
شعر طويل ثائر
وثغر بعطر الرمّان
صار لي رُكن للأحلام
قلم رصاص
أرسم به على جدران الخطايا
وممحاة معتّقة بالأوهام
كبُرتُ يا أمّي
ولم يكبر قرط أُذنِي
مُحْدودبٌ بكلماتكِ
بنظراتك
بأحاديثك تحت شجرة التفّاح
كلّ التفّاح ببلادنا يا أمّي
حرام…حرام
ما أفعل بتفّاحي الأخضر يا أمّي
وقد احمرّ؟
ما أفعل بأحاديثكِ؟
سجينةٌ أنا
بلا قُضبان
كلهيب بلا نار
يكوي مِعصمي
يُواريني الأحزان…
كبُرتُ يا أمّي
وما ذنب الرّياحين؟
وغمامات مثقلة بأمطار الشّوق
تحنو على خصري
على بساتين أزهرتْ …يا أمّي
في غفلةٍ منكِ؟
ألم تقولي لي ذات ربيع
إنّ أنوار فجْرِي
ستنبثق من عينيك؟
ٱه لو تعلمين
كيف يسكنني طيفكِ…
أتوه…أتوه
ألف مرّة
أنظر إلى مرٱتي لأكتوي بملامحكِ
يا أمّي..
متى انعتاقي؟
كيف اختزلتِ كلّ الشّيوخ
و الرّهبان؟
لا تجعلي منّي….يا أمّي
بقايا من شظاياكِ
امنحيني
سماء غير سمائكِ
وأرضا بيضاء
لوحةً لألواني
لجنوني
لأحلامي…
فأنا الأنثى…
ألا تدركين يا أمّي
أنّ القصيدة أنثى
الكتابة أنثى
اللّغة أنثى
الدّنيا أنثى
وعلى خصر الأنثى فقط
سيُزهر الرّيحان
وتُعزف سيمفونيّة الخلاص
بألوان الطّيف
بلا أحرُف
ولا صوت.
من ديوان ” خيال المرايا”