بقيادة أبا الحسين مستمرون في المضي قدمًا إلى مئوية الأردن الثانية… كل عام وأنت بخير سيدي* د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
نحتفل اليوم بعيد ميلاد سيدنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني ال 59، وبهذه المناسبة المحببة على قلوبنا كأردنيين وباعتزازنا وفخرنا بربان سفينتنا وبإنجازات مليكنا أبا الحسين نؤكد له على الدوام باننا مستمرون بثقة وعزيمة لا تلين في المضي قدما الى مئوية الأردن الثانية بقيادة هذا الملك وبرؤيته الثاقبة، سيدنا كل عام وانت قائد مسيرتنا كل عام وانت ربان سفينتنا كل عام وانت السند والقوة لنا في الظروف الصعبة.
أي ربان لهذه السفينة التي ابحرت في أصقاع العالم وتركت أثر في كل بقعة أرض ترسو بها، أي مليك هذا الذي قاد دولته بحكمه واقتدار وثقافة وعلم وتواضع وقدرة قل من يمتلكها من الزعماء، أي مليك هذا الذي جعل مملكته يتغنى بها الصغير قبل الكبير، أي ربان وقائد الذي جعل من الأردن نموذجا يحتذى به بين سائر دول العالم، نعم “الأردن أولا” و”على قدر اهل العزم تأتي العزائم” لم تأتي هذه الشعارات عبثا بل جاءت نتيجة قيادة حكيمة ومسؤولية وطنية تجاه شعبه وحكمه بليغة في قول الحق والدفاع عن المظلومين أينما حلوا وارتحلوا، من حقي كأردنية ان اكتب واتغنى بمن سطرنا بين السطور وكتبنا بين الكلمات وجعلنا عناوين لأفخم الصفحات العالمية وجعل اسمنا خفاقا عاليا يحلق في الافاق، كم انا فخورة بك سيدي المعظم.
بفضل قيادته للوطن بنى الأردن في عهده الميمون علاقات إقليمية ودولية على أسس راسخة من الصدق والوضوح والشفافية كرست مصداقيته واحترامه، وكما قال سيدنا اطال الله في عمره اننا نتحدث بلغة واضحة وصريحة مع الجميع ونعبر جميعنا عن مواقفنا وثوابتنا بثقة، ويحق لنا كأردنيين ان نفخر بسمعة وطننا والتقدير الكبير الذي يحظى به في العالم.
نحن كأردنيين نفخر باستقلال بلدنا وكما قال سيدنا ان نجدد العزم على ترسيخ الإنجاز والبناء عليه سعيا نحو الاعتماد على الذات والاستثمار بالفرص والايمان بقدرات أبناء وبنات الوطن وقوة المؤسسات، وتعزيز سيادة القانون والعدالة مع الاستمرار في التقدم والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
عند الحديث عن مئوية الدولة في عهده وميلاده الميمون فإننا نتحدث عن مئة عام من البناء والانجاز وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، وبرغم التحديات المستمرة تحمل ذكرى مئوية الدولة معها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بني بسواعد الأردنيين وعزيمتهم؛ من اجل مبادئ الامة ورسالتها التي اوصانا بها جدنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ومن ثم من اجل بناء واستمرار الدولة ومؤسساتها وعزة الوطن وابنائه وبناته وخدمتهم.
علينا كأردنيين ان نتذكر ان التحديات والعثرات جزء من أي مسيرة، وان التأخر أحيانا ليس دائما نتيجة تقاعس، فبلدنا منذ نشأته وهو عرضه لعشرات التحديات ليس اقلها موجات الهجرة واللجوء المتلاحقة وهذه التحديات يترتب عليها تبعات تحتاج أحيانا سنوات لتداركها لكن بحمد الله وبعزيمتنا ورسوخ المؤسسات الوطنية نتمكن من التأقلم مع الظروف الصعبة.
نحن اليوم كأردنيين بحاجة لإعادة احياء الروح التي بنا بها وعليها الأردن قبل 100 عام، لذلك علينا ونحن ماضون نحو المئوية الثانية ان نتذكر ما يجمعنا كشعب بنى اقوى المؤسسات، وأنشأ دولة كان البعض يراهن على انها لن تقوم، وان نتذكر ما مررنا به ومر به آباؤنا واجدادنا من تحديات وصعاب وظلم أحيانا.
كلنا أبناء هذا الوطن العامل والمزارع والأكاديمي، وفي البادية والقرية والمدينة، كلنا جنود هذا الوطن وحراسه والشباب الذين يدرسون في الخارج ويحققون درجات متقدمة بإبداعاتهم لهم حق علينا في دعمهم وتشجيعهم على العودة للوطن كي يتسنى لهم خدمته بتخصصاتهم ومؤهلاتهم تماما مثل نظرائهم الذين يدرسون ويبدعون في جامعاتنا وكلياتنا.
وبإذن الله وعزيمة الأردنيين وكرمهم سيضل هذا البلد ملاذا امنا لكل من طلب العون وموطنا للأحرار، فنحن الأردنيين لم نغلق ابوابنا في وجه مستغيث او ملهوف، ودائما نؤكد حرصنا على الوقوف جنب اشقائنا الفلسطينيون في دعم القضية الفلسطينية، وهذا ما أكد عليه جلالة سيدنا المفدى، كل عام وانت بألف خير يا ملك القلوب والسلام، وكم أتمنى لقاؤك يوما يا سيدي المفدى، دمت بخير.
نقلاً عن جريدة “الدستور” الأردنية