أول انتخابات فلسطينية منذ خمسة عشر عامًا* د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
نطرح السؤال الافتتاحي الاتي: هل السلطة الفلسطينية قادرة على اخراج رئيس جديد في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن؟
بعد طول انتظار وتعطش شديد للدمقراطية والمشاركة السياسية والعملية التشريعية الانتخابية بين أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، أعلنت السلطة الفلسطينية بصورة غير متوقعة تنظيم انتخابات عامة في شهري مايو ويوليو المقبلين، وجاء هذا القرار بأجراء انتخابات تشريعية عامة في البلاد تزامنا مع استلام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مراسم الحكم في الولايات المتحدة الامريكية وهذا يدل على اننا مقبلين على مرحلة جديدة وتطلعات جديدة تكاد تكون بداية للإصلاح السياسي والتشريعي والاقتصادي في البلاد من جهة ومن جهة أخرى بداية لعملية المفاوضات بحل الدولتين.
“السلطة الفلسطينية امام مرحلة جديدة ستكون مفتوحة امام تحرك امريكي دولي مدعوم لتنشيط والسعي لعملية المفاوضات بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والعدو الصهيوني المغتصب” نعم السلطة ستكون امام مرحلة سياسية منتخبة ونلاحظ ان العوامل والتطورات الإقليمية والدولية المحيطة بالسلطة الفلسطينية ساهمت بإجراء انتخابات فلسطينية في هذا الوقت الراهن، وهذه الانتخابات ستكون استحقاق شعبي وطني لكل الفصائل الفلسطينية بخوض غمار الانتخابات بما فيها حركة حماس، وما يدل على اننا امام انتخابات حقيقية للسلطة الفلسطينية ستشارك فيها مختلف الفصائل ان حركة حماس برغم علمها ان العملية الانتخابية مرتبطة بسياسة المفاوضات الا انها أبدت رغبتها بالمشاركة لتجديد شرعيتها سياسيا لأنها بعد الانقسام لم تحصل على الشرعية المحلية والعربية والدولية، بالرغم ان حركة حماس هي من كانت تعطل اجراء الانتخابات في السنوات السابقة.
“هنالك اتجاه لإحياء عملية السلام من جديد” التطورات المتلاحقة في الإدارة الامريكية بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن لها دور رئيس في عملية السلام وعودة المفاوضات من جديد بحل الدولتين وإعادة كافة المساعدات للسلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة وطنية بين جميع الكتل والفصائل حيث سيفتح ذلك المجال لعودة السلطة الفلسطينية لقيادة كافة الأمور في قطاع غزة المحاصر.
نعم الأساس هو الموقف الأمريكي لكن لا ننسى ان الموقف العربي من شأنه المساعدة في تذليل العقبات الإسرائيلية لهذه الانتخابات خاصة وان المرحلة المقبلة مرحلة حساسة وتتطلب المزيد من المفاوضات الجادة لحل الدولتين، في الوقت ذاته وتزامنا مع سعي إسرائيل للتـأكيد على عملية السلام كعامل بديل عن الصراع بين الدولتين خاصة في ظل وجود تهديدات خارجية مشتركة لمصالح إسرائيل مع مجموعة من دول المنطقة.
اما فيما يتعلق بالمرشحين المحتملين والمرجحة أسماؤهم لرئاسة السلطة الفلسطينية نتوقع ان يكون هناك مرشحين من كافة الفصائل والا اريد ان ارشح أسماء معينة لان اهل مكة ادرى بشعوبها من البقية لكن سيكون هنالك أسماء مقترحة من كافل الفصائل الفلسطينية المشاركة، ومسـألة المرشحين المحتملين تبقى مؤجلة لمعرفة خارطة الانتخابات وتوجهات الراي العام، والمشهد سابق لأوانه باعتبار الحراك الحقيقي في بناء التحالفات الانتخابية بين الفصائل المختلفة لم يحدث حتى الان، والاسماء التي تبرز لا تعدو كونها تكهنات محللين بناء على معطيات معينة.
تختلف انتخابات 2021 عن انتخابات 1996 و2005 في ان الانتخابات الفلسطينية الحالية تختلف عن سابقتها اذ انها تأتي في ظل اعلان السلطة الفلسطينية التحلل من اتفاقياتها مع الجانب الإسرائيلي وهو ما قد يعرقل تنظيمها في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وتم اصدار مرسوما رئاسيا بشأن اجراء الانتخابات العامة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية الحالية محمود عباس وان الانتخابات التشريعية ستجرى في مايو والرئاسية في يوليو.
“انتخابات فلسطين 2012 في ظل كورونا والأسرى يحق لهم الترشح دون الانتخاب و33 الفا سجلوا الكترونيا” بدأت التحركات الرسمية الدولية خاصة في الاتحاد الأوروبي من اجل الضغط على إسرائيل للسماح لسكان القدس المحتلة بالمشاركة بالانتخابات المقبلة ترشحا وانتخابا على غرار المرات السابقة ودون أي معيقات، وتم الطلب من إسرائيل ان تلتزم بالاتفاقيات في إطار المشاركة بالانتخابات.
في وقت مضى كان عدد المسجلين الكترونيا للانتخابات 33 الفا منذ الإعلان عن فتح باب التسجيل، و60 الفا يزورون الموقع يوميا لتعديل بياناتهم وفحصها وهذا مؤشر مهم على اهتمامهم ورغبتهم في إتمام العملية الانتخابية على أكمل وجه.
فيما يتعلق بموضوع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيكون لها كتابة خاصة في مقال خاص للحديث عن العقبات التي ستواجه العملية الانتخابية والأسرى في مدى مشاركتهم بالانتخابات، والمطالبة الدولية بالضغط على إسرائيل للسماح لهم بالمشاركة لان مشاركتهم ستحدث فارقا مهما.