الوليُّ الفقيه..وقُنبلته النووية!* صالح القلاب
النشرة الدولية –
حتى لو امتلكتْ إيران القنبلة النووّية والمؤكّد أنها لنْ تمتلكها لا قريباً ولا بعد ذلك فإنّ أكبر قنبلةٍ ستزعزع كيانها هي هذه التعدُّدات القومية: الآذاريون والعرب والأكراد والجيلاك المازندرانيون واللور والبلوش والتركمان وحيث أنّ الفرس لا يشكلّون في أقصى الحدود إلّا نصف السكان الذين يهيمنون على المدن الرئيسية وذلك في حين أنّ منْ يوصفون بأنهم أقليّات موزّعون في الجنوب والجنوب الشرقي والشمال والشمال الشرقي والشمال الغربي وأيضاً في الوسط وفي الغرب.
وهنا فإنه لا بدَّ منْ التأكيد للمعارضة التي قوامها الرئيسي: “مجاهدي خلق” بقيادة المناضلة الكبيرة “الأخت” مريم رجوي أنه عندما يردُ في كلامنا: “إيران.. والإيرانيّين” فإنّ المقصود هو هذا النظام الإستبدادي المجرم حقاً وليس لا الشعب الإيراني الشقيق حقاً الذي تربط العرب به مسيرة حضارية تاريخية طويلة في إطار الإسلام العظيم وفي إطار الإنجازات العظيمة التي لا تزال تتكىء عليها الأمة العربية بكلِّ شعوبها وأقطارها وأيضاً والأمة الإيرانية التي كانت أبتليت بالنظام الشاهنشاهي وبعده بهذا النظام المُتخلّف الإستبدادي.
إنه مستبعدٌ جداًّ أنْ تتركَ الدول الفاعلة والمؤثرة وفي طليعتها الولايات المتحدة لنظامٍ إستبدادي وأهوجٍ إمتلاك القنبلة النووية فهذا كإعطاء أطفالٍ صغارٍ “لُغْماً” ليلعبوا به قابلاً للإنفجار في أيِّ لحظة ويقيناً أنه إذا إمتلك قادة الحرس الثوري الإيراني مثل هذه القنبلة فإنهم سيستخدمونها ليس ضدَّ من يصفونه: “العدو الصهيوني” لا بل ضدَّ العواصم العربية التي ترفضهم وتقاوم تمدّدهم وتحول دون وصولهم إلى باب المندب وإلى ما يسيطر عليه “الحوثيّون” من اليمن الذي سيعود ليكون سعيداً كما كان في السابق البعيد في أهم فترات التاريخ.
إنّ إيران بدون هؤلاء الذين باتوا يحكمونها منذ عام 1979 وحتى الآن هي دولةٌ شقيقةٌ وليست صديقة فقط وهكذا فإنه عندما نقول: “الإيرانيين” فإننا لا نقصد الشعب الإيراني ببعض أو بكلِّ مكوناته بل هؤلاء الذين يلوّحون لنا وليس لـ “العدو الصهيوني” بقنبلتهم النووية والذين وللأسف قد اخترقوا عدداً منْ العواصم العربية قبل أنْ يصلوا إلى ضاحية بيروت الجنوبية حيث بات حسن نصرالله يحكم بلاد الأرز بالحديد والنار.. ويعلن بصوتٍ مرتفعٍ أنه “يتبعُ” للوليِّ الفقيه في طهران وفي “قم”.. لا فرق وأنّ دمشق الأموية تابعة له ومعها بشار الأسد وعلي مملوك وأيضاً محمد مصطفى ميرو!!.
والمؤكد في النهاية أنّ القنبلة النووية التي ستتفّجر في طهران الخمينية والخامنئية وقريباً هي هذه المجموعات القومية التي يحكمها النظام الشاهنشاهي وبالحديد والنار وأصبح يحكمها “المُعمّمون” وحراسُ ثورتهم وإنّ ما دأب محمد جواد ظريف على التلويح به ليس لإخافة: “العدو الصهيوني” وإنما لإخافة العرب الذين لولا رسالتهم الخالدة لكان “الأشقاء الفرس” لا زالوا عند الـ “زرادشتية” القديمة.. وهنا ومرّة أخرى فإنّ الشعب الإيراني هو أقرب شعوب الكرة الأرضية للعرب وإنّ هذا “التباعد” سببه هؤلاء الذين كانت ثورتهم 1979 وبالاً على الإيرانيّين وعلى هذه المنطقة.. وأيضاً على حسن نصر الله وبشار الأسد!!.