شارع المتنبي منارة بغداد الثقافية يضمُ عديداً من المكتبات ودور النشر المهمة
النشرة الدولية –
شارع المتنبي في بغداد هو القلب النابض للثقافة العراقية. يضمُ هذا المكان عديداً من المكتبات ودور النشر المهمة، إضافة إلى ما يسمى بالبسطيات، هنا في هذا الشارع العريق، خصوصًا في يوم الجمعة، تلتقي بأسماء بارزة من المثقفين العراقيين والمهتمين بالثقافة والإبداع، دون سابق موعد؛ إذ يعد شارع المتنبي المطل على دجلة وسط بغداد من أشهر المعالم الثقافية التي تتفرد بها بغداد ويرتادها المئات من العراقيين كل يوم جمعة.
صادفَ الجمعة 15 يناير الحالي، إضافة قيمة لهذا الشارع العتيق حيث تم إفتتاح أول فرع لدار تأويل العراقية السويدية في العراق، وبذلك أُضيف رافد جديد إلى شارع المتنبي منبر الثقافة العراقية، وأطلقَ القائمون على الدار مشروعهم في إطار فعالية ثقافية بمشاركة عدد من الصحافيين ومحبي الكتب.
ودار تأويل هي دار نشر عراقية سويدية تأسست في السويد في أكتوبر من عام 2018 على يد مديرها الشاعر زين العزيز، وبصر أول إصدار لهذا الدار النور في عام 2019 كان كتاباً بعنوان “الطيور تداوي جراحاتها بالسفر” للشاعر عماد جبار، وهو الإصدار الذي كان حاضراً في معرض بغداد الدولي في العام نفسه.
وتوالت بعدها إصدارات هذه الدار الرائعة مثل كتابي “فكرة في رأس مقطوع” و”سماء من خشب”. ولديها إلى الآن أكثر من 30 إصدارا أدبيا تنوعت بين الشعر والقصص والروايات والتاريخ والترجمة والمقالات.
وكما يقول الكاتب خضير فليح الزيدي الذي صدرَ له حديثاً عن دار تأويل المجموعة القصصية “حذاء أحمر بكعبٍ عال” حين فاتحه في صيف 2020 الشاعر زين العزيز وهو في باكورة عمله دفع له كتاب قصصي، ولم يكن متيقنا من همته أو صدقه إلا عندما لمس الكتاب القصصي “حذاء أحمر بكعب عال” مضيفا أن الشاعر زين العزيز قد أرسله مع كتب أخرى بالشحن الجوي إلى معرض العراق، ومؤكداً أنها تمتاز بطباعة أنيقة جداً وتوزيع ومشاركة واسعة في المعارض العربية ودار النشر العراقية الواعدة وخطواتها كخطوات الاحتراف وكبار الناشرين.
وفي ظل الظروف الراهنة التي يعاني منها المجتمع العراقي من تفشي فيروس كورونا وارتفاع سعر صرف الدولار والوضع الأمني المضطرب نفخر بوجود أشخاص مثل الشاعر زين العزيز مدير الدار وصديقه الكتبي أمير علي مدير دار تأويل في بغداد حيث لم تثنهم الظروف القلقة عن ملاحقة الحلم إلى أن تحقق في إنشاء مكتبة للدار في شارع المتنبي مقر الحركة الثقافية في بغداد.
وقال الشاعر إنه كان من فترة يسعى الى تأسيس مكتبة للدار في شارع المتنبي، وأن للمكتبات دورا كبيرا جداً وفعالا بالنسبة للأشخاص أو المجتمع فهي تساعد في الحصول على المعلومات المهمة عند عمل الأبحاث أو الدراسات، وعلى صعيد آخر فهي تخلق الفكر والوعي الثقافي والإلمام بما يحدث في العالم من حولك، وهذا بوجه عام في شتى المجالات العلمية والعملية وبالنسبة للأفراد والمجتمعات والبلاد. فكما يقول جيمس شيرلي “قارئ الحرف هو المتعلـم، وقارئ الكتـب هـو المثقـف”.
اليوم وعند دخولي إلى هذه المكتبة شدتني عناوين الكتب المميزة وتصاميمها الرائعة فكانت بحق إضافة مميزة لهذا الشارع العريق وتذكرتُ المقولة الشهيرة “مصر تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ” فأضفتُ بداخلي أن من يدخل هذا الشارع يعرف أن بغداد تكتب وتطبع وتقرأ، فبالرغم من أننا قرأنا في الكتب أن ازدهار الحركة الأدبية والعلمية وحركة الترجمة مرتبط بتطور البلاد وتعافيها من الأزمات؛ فأنني ألاحظ نشاط الحركات الأدبية والعلمية والترجمة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وكأننا بالمعاناة زدنا إبداعاً.