تقرير لمجلس الأمن: داعش الإرهابي “لايزال قادرا على الصمود في سيناء”
النشرة الدولية –
أكد تقرير لمجلس الأمن أن وقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة في ليبيا ساعد الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في البلد، وأن نجاح الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب متوقفا على المصالحة الوطنية، وأنه تم إضعاف تنظيم داعش في العراق والشام وليبيا.
وأشار التقرير، الذي تناول تنظيمي داعش والقاعدة والكيانات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما، إلى مقتل زعيم داعش في ليبيا أبو عبدالله الليبي، المعروف باسم أبو معاذ التكريتي أو عبد القادر النجدي، خلال غارة شنها “الجيش الوطني الليبي” في سبها في 15 سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من أن مركز تنظيم داعش في ليبيا لا يزال في الجنوب، تفيد التقارير أن خلايا تابعة للتنظيم توجد في المناطق الساحلية، ولاتزال أعداد قليلة من مقاتلي التنظيم متبقية في جنزور ومسلاتة. كما أفادت تقارير أن بعض المقاتلين الذين كانوا ينتمون سابقا إلى جماعة “أنصار الشريعة –درنة” المنتسبة إلى تنظيم القاعدة فروا إلى أوباري وصبراته.
وأعربت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن قلقها إزاء نقل المقاتلين من شمال غرب سوريا إلى ليبيا، وأشاروا إلى أن بعض هؤلاد المقاتلين لا ينتمون من الناحية التنظيمية إلى هيئة تحرير الشام، بل ينتمون إلى فصائل ما يسمى الجيش السوري الحر.
وتفيد تقارير أن لواء السلطان مراد، على وجه الخصوص، هو مصدر معظم المقاتلين السوريين في ليبيا، وكذلك معظم الذين انضموا إلى القتال في النزاع الدائر حاليا في منطقة جنوب القوقاز، وأشارت التقارير إلى أن هذا الفصيل يعتنق أيدلوجية متطرفة وقد ضم إلى صفوفه مقاتلين سابقين من تنظيم داعش لتعزيز صفوفه.
أما بالنسبة لتنظيم داعش في مصر، فقد ذكر تقرير مجلس الأمن أن جماعة أنصار بيت المقدس، التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش في عام 2014، لا تزال قادرة على الصمود في شمال شرق سيناء رغم شدة الضغط العسكري المصري.
وأوضحت التقارير أن الجماعة تستخدم في المقام الأول الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، بينما لا تزال مصر تؤكد أن أنصار بيت المقدس تبقى ظاهرة محلية لا تربطها أي علاقة تنفيذية أو تنظيمية أو مالية بتنظيم داعش الأم أو بتنظيمات أخرى تنتسب إليه.
وعن وضع التنظيمات الإرهابية في شبه الجزيرة العربية، أكد تقرير مجلس الأمن تعرض تنظيم القاعدة لنكسات في أواخر عام 2020، فقد اعتقل زعيمه خالد باطرفي، المعروف أيضا باسم “أبو المقداد الكندي” خلال عملية نفذت في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة اليمنية في أكتوبر الماضي، كما أدت العملية نفسها أيضا إلى مقتل الرجل الثاني في قيادة التنظيم، وهو سعد عاطف العولقي.
كما أفادت التقارير أن زعيم تنظم القاعدة في أبين، الخضر الوليدي، قتل في نوفمبر الماضي، وأنه تم هزيمة التنظيم في البيضاء، وتفرقت فلول مقاتليه من تلك المحافظة باتجاه شبوة ومأرب وأبين.
وبالإضافة إلى الخسائر في صفوف القادة، يعاني تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من تضعضع صفوفه بسبب حالات الانشقاق والفرار التي قادها مساعدي باطرفي السابقين، وهو أبو عمر النهدي.
وعلى الرغم من هذه الضربات والهدوء النسبي في أعقاب اعتقال باطرفي، تمكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من شن هجوم كبير في لودر بمحافظة أبين في ديسمبر الماضي، أدى إلى مقتل عدد من أفراد قوات الحزام الأمني، ويؤكد الهجوم استمرار التهديد الذي يشكله التنظيم وأطماعه الهجومية ضد أهداف في البنية التحتية.
أما عن داعش، فقد لحقت به خسائر كبيرة في شهري يوليو وأغسطس من العام الماضي، بما في ذلك موت زعيمه أبو الوليد العدني، وعدد من قادة التنظيم. وفي أعقاب هذه الخسائر، أصدر تنظيم داعش – اليمن بيانا يعلن بدء رصد صفوفه وإعادة التنظيم. وأبقى التنظيم على وجوده بعيدا عن الأضواء في الوقت الراهن.
وأكد تقرير مجلس الأمن أن التنظيمات الإرهابية في المنطقة استخدمت علاقات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية في حشد أنصارها في المنطقة، فقد أصدرت مؤسسة السحاب الإعلامية التابعة للقاعدة، وكذلك مؤسسة الملاحم الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بيانات تدين قيادة الإمارات والبحرين، وتحذر البلدان الأخرى من أن تحذو حذوها، كما دعت إلى مهاجمة المصالح الأجنبية في المنطقة.