“جنرالات” إسرائيل إذ “يرفضون” حِلفاً دفاعياً مع “واشنطن”؟* محمد خروب
النشرة الدولية –
في الوقت الذي احتفل فيه بعض العرب برحيل ترمب وقدوم بايدن, على نحو بدا وكأن تغييراً جوهرياً سيحدث في السياسات الأميركية تجاه معظم القضايا العربية, التي ناصبها ترمب عداءً سافراً وغير مسبوق بالإستهتار حدود الإزدراء, على ما شهدته القضية الفلسطينية طوال عهده المشؤوم، جاء كشف صحيفة “هآرتس” الصهيونية الثلاثاء, عن “رفض” جنرالات تل أبيب توقيع حلف “دفاعي” مع الولايات المتحدة، لتفضح الطبيعة العدوانية/التوسّعية لجيش العدو المُسمَّى تضليلاً “جيش الدفاع” ، فيما هو طوال سنوات قيام دولة الاحتلال وقبلها, عندما كانت “نواته” المنظمات الإرهاب الصهيونية التي قارفت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحملات التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني, وخصوصاً في إقامة معسكرات اعتقال شبيهة (بل تفوق) تلك التي أقامها النازيون, ضد الشعوب التي غزوها في الحرب العالمية الثانية وفي ضمنهم اليهود, الذين ركَّزت عليهم وحدهم الصحافة/السياسة الأوروبية/الأميركية, عبر تضخيم “الهولوكوست” مع إهمال صهيوني/غربي مقصود للضحايا الآخرين, فبات (الهولوكوست) علامة استغلال يهودية صرفة, تواصل إسرائيل ابتزاز الأوروبيين وغيرهم, رافضة الاعتراف بأن جرائم إبادة وتطهير عرقي لغير اليهود.
ما علينا..
التفاصيل التي كشفتها “هآرتس”, تعكس بوضوح الكيفية التي ينظر بها وإليها جنرالات جيش القتل الصهيوني, لطبيعة علاقته “العسكرية” مع واشنطن بصرف النظر عن “صِنف” إدارتها…جمهورية أم ديمقراطية. إذ في الوقت الذي شجّع فيه نتنياهو توجّهاً كهذا, أعلن عنه خلال انتخابات الكنيست أيلول 2019 ضاغطاً على رئيس الأركان كوخافي لإعلان موافقته، فإن محافل عسكرية وأخرى أمنية (رسّمِية) رأت انضماماً لحلف كهذا سيُقيد إسرائيل، مشيرة إلى أن “التعامل مع الأميركيين جارٍ بحجم كبير, من دون حلف, وأن نواقِص هذا الحلف “تفوق” فوائده…يقولون.
ليس هذا فحسب بل ثمة جنرال لم يُكشَف اسمه قال: يجب الحفاظ بشكل “مُقدّس” على حرية الجيش الإسرائيلي بالعمل. ويصعُب فهم كيف ولماذا غيّر بعض الجنرالات (ويقصد كوخافي) مواقِفهم”؟، إضافة إلى أسباب أخرى قام جنرالات بالتنبيه اليها مع ما قيل إن حلفاً مع أميركا سيُشكَّل تحدياً لروسيا, وستُقيَّد الغارات الإسرائيلية على سورية, وسيُلزِم إسرائيل بأخذ المصالح الأميركية في العراق بالحسبان، يمنع…”يضيفون”غارات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في العراق”.. كذلك ـ يواصِلون ــ فثمة احتمال أن تطلُب الولايات المتحدة ألاّ تستخدم إسرائيل أسلحة أميركية, في حال شنَّت هجمات تتعارض مع المصالح الأميركية في الشرق الأوسط”.
يريدون عربدتهم مُطلَقة دون قيود او ضوابط، وما على اميركا سوى مواصَلة تسليحهم عسكرياً وحمايتهم سياسياً ودبلوماسية، وهو ما يُترجمه اعتراض رؤساء أركان سابقون مثل ايزنكوت واشكنازي ويعالون، اذ قال ايزنكوت: إسرائيل “ليست بحاجة” إلى حلف دفاعي، وهذا أمر لا يجب الاعتناء به. فيما يقول غانتس وزير الحرب الحالي: إن حلفاً كهذا سيُقيّد قدرة الجيش بالدفاع عن دولة إسرائيل أمام التهديدات الماثِلة أمامها.
فهل ثمة من شك بأن دولة إرهاب كهذه… قامت وتقوم على العدوان والتوسّع والإرتكابات الاجرامية… لا تبحث عن “السلام” او تحفَل به؟.