أسبوع الوئام والأخوة الإنسانية* د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

منذ عشر سنوات ونحن نحتفل ونستذكر أسبوع الوئام في الأسبوع الأول من شهر شباط، والذي أطلقه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في الأمم المتحدة، ويعد مبادرة قيمة على مستوى البشرية. ونستذكر مرور عامين على وثيقة الاخوة الإنسانية، والتي وقع عليها الحبر الأعظم البابا فرنسيس وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب في دولة الامارات. وبمبادرة من الامارات والسعودية والبحرين ومصر تم تحديد الرابع من شباط باليوم الدولي للأخوة الإنسانية. وهنالك العديد من المبادرات الفردية والمجتمعية والمؤسسية والتي تحمل في طياتها رسالة القيم الإنسانية، وتدعو الى المحبة والسلام والعيش المشترك.

عندما خلق الله ادام وحواء من طين كان باستطاعته ان يخلق أكثر من ادام وحواء ولكن حكمة ربنا سبحانه وتعال تفوق كل البشرية، ومن هناك بدأت الحضارة الإنسانية، وهذا يعني اننا بشر متساوين وافق من وافق ورفض من رفض.

كما ان القيم الإنسانية هي من تجمعنا كبشر، ولكن علينا مسؤولية لكي نرتقي بها ونرسخها فكرياً ووجدانياً، وذلك بترسيخ ثقافة المساواة والحوار والاحترام المتبادل. والعمل ضمن المواطنة المحلية والعالمية، وتعظيم ما يجمعنا وننبذ العنف وتكفير الآخر، وان الإساءة للآخر لن تدخلنا الجنة.

وتعد التنشئة الاجتماعية العامود الرئيسي في المسيرة الإنسانية، والتي تبدأ من العائلة وتكتمل في سن المراهقة، ومنها اما ان يحييا الفرد في العيش المشترك مع الآخر والتكيف والاندماج، او يتجه نحو الانحراف.

واما المؤسسات التعليمية « المدرسية والجامعية» من واجبها بالإضافة الى وسائل الإعلام الرقمية ومنصاتها ان يحملا رسالة المحبة والتوعية، وبدورهما نتمكن من تعزز الاتجاهات الإيجابية للفرد ان كان بتحسن السلوكيات والاحكام او التوعية بأهمية ممارسات حياتنا بناء على القيم الإنسانية، والتي تتيح لنا العديد من الفرص للانفتاح نحو أنفسنا ونحو العالم الخارجي، بما يتضمن من تنوع وتعدديه دينية او ثقافية، اثنية او تعليمية.

علينا ان لا ننتظر الازمات لكي توحدنا، فبالرغم من ازمة كورونا التي أطاحت بنا جميعا، لكن كان لها حسنة وحيدة، أنها جمعت البشرية معاً في المعاناة والشعور مع بعضنا البعض بأننا جميعا في قارب واحد، وينتظرنا مصير واحد، وها نحن ننتظر الوصول الى بر الأمان. لذا علينا التعاون والعمل معاً ضمن القيم الإنسانية خلال مسيرة حياتنا.

وقبل أيام يومين عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام عبر تقنية المرئي احتفالية بعنوان» وئام وأخوة» واجمع المشاركون والحضور من داخل الأردن ومن العديد من الدول العربية الصديقة على ضرورة ترسيخ القيم الإنسانية والعمل معاً على تعظيم ما يجمعنا.

إذاً علينا مسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الاخرين في التضامن والرقي بفكرنا وعملنا لخدمة البشرية وقيمها. وتشجيع شبابنا في نشر وتوعية بعضهم البعض، والعمل معاً للوصول الى أكبر شريحة مجتمعية، لإطلاق مبادرات شبابية توعوية تدعو من خلال منصاتها بأن نعيش ونحيا في عالم مبني على المحبة والتمتع بالأخلاق الحميدة.

وعلى القيادات والنخبة وأصحاب الرأي ومنهم الدينية والفكرية والمجتمعية والإعلامية ان تبتعد عن التنظير من الأماكن المغلقة، وتتجه الى العمل والتوعية الميدانية بجانب الشباب، وتحفيزهم على بناء الحوار لنصل الى مجتمعات مزينة ومرسومة بالتنوع والتعددية المبنية على المحبة والعيش المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى