انتصار فلسطيني ونتنياهو يختبيء خلف معاداة السامية* صالح الراشد
النشرة الدولية –
نجاح كبير للسياسة الفلسطينية التي اتخذت من القوة الناعمة طريقاً لهز الكبرياء والصلف الصهيوني، نجاح جعل نتنياهو يتباكى ويدعي بأن المحكمة الجنائية الدولية معادية للسامية، وأنها تتجنى على الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، لكن المحكمة أصدرت قراراها ولا رجعة عنه، لذا فقد تشهد الأيام القادمة محاكمة مجموعة كبيرة من مجرمي الكيان الصهيوني الذين قتلوا ونكلوا بأبناء فلسطين، وقد يمنح هذا القرار الشعب الفلسطيني جزءاً من حريته المسلوبة، ويزيد من قدرته على الوقوف في وجه الصهاينة لا سيما أن المحكمة تعتمد مرجعية الأمم المتحدة بعدم شرعية الأراضي التي تم إحتلالها عام 1967.
لقد أدرك نتنياهو بأن الحلقة تضيق وأنه لن يكون قادراً على اارتكاب مجازر بشعة جديدة، كتلك التي فعلها في غزة حين قصفها مرات عديدة بأسلحة محرمة دولياً، كما حولها إلى أكبر معسكر إعتقال في تاريخ البشرية، وانتهك الأراضي الفلسطينية وفرض قوته وسيطرته على شتى المناطق وأصبح يدخلها متى شاء ويعتقل من يُريد، لكن في ظل القرار الذي ينص ” المحكمة الجنائية الدولية توافق على التحقيق في جرائم حرب محتملة من قبل إالكيان المحتل في الأراضي الفلسطينية، وتقرر أن اختصاصها يمتد إلى الأراضي التي تسيطر عليها الكيان الصهيوني منذ حرب الأيام الستة عام 1967″، وهذا يمنح المحكمة القدرة على فتح تحقيق بشأن بناء المستوطنات.
ويعتبر هذا القرار اانتصار كبير للقضية الفلسطينية، ويساهم في ااسقاط جميع إتفاقات السلام والتي جاءت لهزيمة فلسطين والتقليل من هيبتها وقيمتها التاريخية، بل شكلت نقطة كارثية بحق الشعب الفلسطيني فيما أخذ الحلم الصهيوني بالتمدد والتزايد، حتى شعرنا بأن الحلم القديم من الفرات إلى النيل قد عاد للظهور بشكل واضح، بفضل ٕاتفاقيات ليس لها معنى ولا قدرة على خدمة فلسطين كون المستفيد الوحيد هم الصهاينة ولا أحد غيرهم، لكن سياسة فلسطين الناعمة صنعت ما لم يتوقعه أحد، وجعلت قادة الجيش الصهيوني يرتعبون لأنهم نهايتهم ستكون على طريق الرئيس الصربي رادوفان كراديتش والرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش الذي مات في زنزانته، لذا فقد جُن نتنياهو وأصيبت واشنطن بالهوس لأنها لا تريد لحراس ثرواتها في المنطقة العربية أن يفقدوا قدرتهم في احتلال فلسطين وقصف كل دولة تخرج عن الدور الأمريكي، وما حصل في سوريا ولبنان والعراق ليس ببعيد.
لقد أثبتت السلطة الفلسطينية أنها تملك رباطة جأش قوية، وعليها أن تُثبت للشعب الفلسطيني بأنها ستدافع عنه حتى الرمق الأخير، وبالتالي ننتظر أن يتم تحويل ملفات الإجرام الصهيوني والقتل الجماعي للمحكمة الدولية، وننتظر أن نُشاهد قادة الصهيونية يُساقون للقضاء أمام الأعين الأمريكية، والتي لن تُطيق صبراً وقد تخرج من المحكمة وترفض الإعتراف بها كما فعل ترامب مع عدد من منظمات الأمم المتحدة، وعندها سيكون النصر الأكبر في تاريخ القضية الفلسطينية حيث تخرج الدولتان الأكثر إجراماً من منظمات العالم، وعندها سيصبح العالم أجمع في كفة والصهيونية الأمريكية في كفة، وهنا على الولايات المتحدة أن تترك الكيان الصهيوني يواجه مصيرة الذي صنعه بإجرامه ويديه وتتفرغ لصناعة تاريخها الخاص بها.