فخامة الرحيل/ الفاجعة* فلك مصطفى الرافعي

النشرة الدولية –

القلم الحرون يتمرّد ،يقف وراء الحروف مؤلباً لعصيان ، معلّلا جفاف الحبر وإنكسار الخاطر …..

.. عمّن أكتب ؟؟ أكتب إليه….واليوم بجمر العين أكتبُ عنه .فما كنتُ أحسبني والجراة تخونني ان اقف اليوم في حضرة فخامة النبيل انعي الخصال النادرة التي ستواري في الثرى…وكيف يحتمل هذه الموسوعة ؟ بل كيف يرضى بضمّك و انت في ندرة الرجال المحترمين……!!!

الكلمة تتشح بالسواد، وفن السياسة في دَخَنٍ ودهشة، والثقافة الأثيرة مكلومة الكبد والفؤآد……

كنتُ دائمة الانتظار على رهبة وهو يحدثني عن مقالتي، وأبحر مع صقور الفضاء فى مداه عندما أحظى منه الموافقة على التوقيع.

..كيف تصل إليك اليوم كلماتي، على ناصية وأجنحة الموكب المجلّل بالأتراح ونسور الشمال في نواح ؟؟ أم افردها على خاصرة الرياح مبعثرة لتصل إليك بدون جواب؟؟

.. كان موعدنا ان التقيك بعد إبلالك من وعكتك، لكنك آثرت الترجل  كفارس مغوار  عن جواد الحياة بعد أن نالك من جرح الوطن اكثر مما آلمك الوجع، فإخترت حزم الحقيبة البيضاء الملأى بالمواقف الرصينة .

نفتقد اليوم أناقة العمل السياسي ولباقة الحديث الأنيس ووفرة العلم الغزير ونسيج نادر من علاقات عربية ودولية مع كبار آنسوا بك إمارة المؤتمرات وطيب الحوار وصانع ثقافة تدوير الزوايا وحسن الترحيب بالقريب وبلاغة تقريب البعيد..

خصومك –  إن وجدوا- سيفتقدوك اكثر من محبيك لان نهجك لا يصنع خصومة بل خصوبة العلاقة التي ترفض العقم الانساني….

.. صاعقة اصابتهما بزلزال الرحيل القاسي

.. كم سيفتقدك الوطن وهو اليوم في أشدّ الحاجة إليك!!

..فخامة الرحيل على متن العلاء بعدما أعيتك أوجاع الوطن .

..فخامة الرحيل النبيل على سفر طويل،

في ذمة الله نستودعك عند من لا تضيع عنده الأمانات.

..لا اقدّم العزاء بل اشارك بتقبّل العزاء.

..السيدة الكبيرة “لبنى”، عائلة الراحل الكبير، يكفينا اننا عشنا في عصر “جان عبيد” …

..جان عبيد لا أصدق انك تصالحت ليلا مع الموت، وعند الفجر وقّعت على هدنة مع الحياة  …..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى