صراخ كاتم الصوت!* رجا طلب

النشرة الدولية –

باغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم يكون لبنان المثقل بالجراح والالام قد عاد وبعد عدة سنوات إلى مستنقع الدم والقتل بعد أن غاص حتى اذنيه في مستنقع الجوع والفساد وغياب الدولة والفوضى، وفي قراءة لاغتيال لقمان سليم هناك محطات وقوف إجبارية علينا أخذها بالاعتبار ومنها مكان الاغتيال وتوقيته ومنها طبيعة الرسالة التى تريد الجهة التي قررت ونفذت الاغتيال إيصالها الى القوى الشعبية – المدنية التى باتت القوة الحقيقية القادرة على التغيير عبر الشارع بعد أن فشلت الاطر والهياكل التابعة للدولة في حماية المواطن اللبناني من كل ?نواع المخاطر بدءاً من خطر الجوع وصولاً إلى خطر الموت بكورونا على قارعة الطريق.

في تقديرى أن مكان الاغتيال يحمل بصمة خاصة لا يمكن تجاهلها إلا في حال الرغبة بالتستر على الجناة، فالمنطقة التي اغتيل فيها لقمان سليم (العدوسية – قضاء صور جنوبي لبنان) هي منطقة محكمة السيطرة من قبل حزب الله، والحزب هناك وكما بقية مدن وقرى وبلدات الجنوب (يسيطر على الطيور اللي في السما، فما بالك بالبشر على الأرض) على حد التعبير الدارج لبنانيا، فالمكان واحد من المؤشرات القوية للغاية ولا أقول الدليل على هوية جهة الاغتيال، أما المؤشر الثاني فهو الزمان والمتمثل بعدة أبعاد، وأول هذه الأبعاد هي التهديدات المتتالية ا?تي وصلت لقمان منذ أكثر من عامين، والتي أعلن عنها لقمان ذاته عبر حسابه على «السوشيال ميديا» ومن خلال أكثر من لقاء تلفزيوني وحمل فيها حزب الله مسؤولية أي شيء يمسه ويمس حياته وهو «الشيعي» المعروف بمواقفه العلنية المعادية للثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل..

أما ثاني الأبعاد في موضوع الزمن فهي تغريدة جواد حسن نصر الله نجل السيد حسن نصر الله التي علق فيها على خبر اغتيال لقمان قائلاً (خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب بلا أسف) وهي التغريدة التي فجرت ثورة من التغريدات العاصفة ضد جواد وضد الحزب ودفعته إلى شطبها، أما البعد الأخير والخطير في موضوع الزمن ودلالة الجهة التي قامت بالاغتيال فهي المعلومات الصادمة التى أدلت بها الصحفية (مُنى علمي) في مقال لها باللغة الانجليزية على موقع قناة العربية وكشفت فيه أن سبب اغتيال لقمان تخطيطه لتهريب شخصية أمنية مهمة من ?زب الله إلى خارج لبنان تملك الأسرار المتعلقة بتبييض الأموال، وتهريب المخدرات وحسابات الحزب وشبكته المالية، وتقول منى إنها كانت قد استمعت من لقمان شخصياً عن هذه المهمة الخطيرة، أما كتاب «بنيامين نتانياهو: عقيدة اللا حل» للكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت والذي وجد على الكرسي الخلفي في سيارته فهو مجرد هوية قومية–فلسطينية للقمان وليست للقتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button