طفل أمريكي أهم من رئيس في جمهوريات الموز* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يبدعون في صناعة كل شيء، فهم سادة صناعة الأسلحة والأدوية والالات والسيارات والطائرات، فقد أدركوا أنهم سيسودون العالم بحرية الفكر والعمل وليس بالجلوس والحديث عن بطولات الماضي وسرد قصص التاريخ، فنظموا حياتهم ووضعوا القوانين التي تصون حرية الفرد وتحمي المجتمع، فتفرغ كل منهم ليبدع في مجال تخصصه، فالطبيب يتهم بتخصصه حتى أصبح لديهم أفضل الأطباء والمستشفيات، والمهندس يرسم ويخطط ويبني ليمتلكوا أعظم الإختراعات والمدنية الحديثة، وفي الرياضة منحوا التخطيط للمختصين وليس لأبناء الذوات، وسيقونا في الفن والمسرح لأنهم تعاملوا معه على أنه سلاح يدافع به جيل الغد عن ماضي الأمة الذي يؤرخه أصحاب الثقافة، وأجاد المعلمون في صناعة أجيال المستقبل بفعل الراحة المادية والنفسية التي حصلوا عليها، فيما القضاء مستقل ويسمح لهم برفض قرار رئيس الجمهورية إذا كان يتعارض مع الدستور أو شعر المختصون أنه سيلحق الضرر بالمجتمع.
هؤلاء هم الأمريكان الذين صنعوا الموت ووزعوه على العالم حسب مصلحتهم، هؤلاء هم الذين يقدسون المواطن الأمريكي ايضاً ويتعاملون معه كثروة وطنية، فلو تعرض مواطن أمريكي في آخر الأرض لمصيبة تقوم الدنيا ولا تقعد حى يتحرر ويعود لبيته وأطفاله أسرته، ولا ضير إن مات عميل برتية رئيس على شعبه، فبالنسبة لهم مات عميل وسيأتي جاسوس فهم خبراء في مجال الإسقاط، لذا لن يسمحوا لطفل من بلادهم أن يسقط في دول الموز ويختفي ويتبخر، فهم يصنعون الموت ليس ليُقتل فيه أبنائهم بل ليستعمروا الشعوب ويُسيدوا عليهم من يناسب مصالحهم.
وهم خبراء في مجال صناعة الرعب وبناء التفوق في هذا المجال متسلحين بأفضل الإمبراطوريات الإعلامية في العالم، ليحكموا الشعوب بالخوف من المجهول، ومن قدرات أبنائهم التي أظهروها بأفلام هوليود على أنهم الذين لا يُقهرون ولا ينهزمون، بل ينتصرون حتى على القادمين من الكواكب البعيدة، فهم حُراس الأرض وغزاة السماء ونحن أمة نصفق لهم ونتغزل بقدراتهم ونحلم أن نسير في ظل أبطالهم نجوم “الكروما”، لذا فقد انهزمنا في أي مواجهة نخوضها معهم سواء أكانت حرباً أو علماً أو سلما، ليس كونهم الأفضل بل لأننا مهزومين من الداخل بعد أن صنعوا لنا الرعب والموت فتجمدت أوصال الأمة وتسمرت في مكانها.