دخول قطري على خط الأزمة اللبنانيّة… ما الرّسالة؟* سابين عويس
النشرة الدولية –
النهار العربي –
بعد عزلة شبه كاملة، وتراجع شبه كلي للاهتمام العربي والدولي بالملف اللبناني، برزت في الأسبوعين الماضيين تطورات تجلت في عدد من المواقف والتحركات، تزامنت مع دخول الرئيس جو بايدن الى البيت الأبيض، في ضوء رهانات محلية وغربية على مقاربة أكثر مرونة للإدارة الأميركية الجديدة بعد سياسة العصا التي اعتمدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب حتى اليوم الأخير من ولايته.
إعادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الروح الى مبادرته، وإعلانه عن تنسيق مع المملكة العربية المتحدة فتح الباب امام توقعات بإمكان حصول خرق على جبهة الملف الحكومي العالق في عنق الشروط والشروط المضادة لفريقي التأليف، رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وفي الوقت الذي أعلن فيه عن زيارة مرتقبة لماكرون للرياض، توجه الحريري الى باريس بعد زيارة للقاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يلتقي مع ماكرون على دعم مبادرة تأليف حكومة جديدة في لبنان. وكان توّج الحراك الخارجي ببيان مشترك أميركي فرنسي يدعو الى تشكيل حكومة ذات صدقية.
وسط هذه الصورة، حط نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في بيروت في زيارة لافتة في توقيتها والمضامين التي حملتها.
فالزيارة لم يعلن عنها مسبقاً، وهي تأتي غداة عودة السفير السعودي الى بيروت وليد بخاري بعد انقطاع امتد لأكثر من عام، مستهلاً نشاطه الدبلوماسي بلقاءين جمعاه بكل من السفير الروسي في بيروت، ونائبة منسق الامم المتحدة في بيروت.
لم يكن على جدول أعمال لقاءات الوزير القطري الكثير، نظراً، ربما، الى طابع العجلة الذي اتسمت به الزيارة. لكنها في الواقع حملت أبعاداً ودلالات تجلت في زيارتيه لكل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس نبيه بري، فيما تعذّر عقد لقاء مع الحريري بسبب وجوده في باريس.
لم يخرج الرجل عن اللقاءات البروتوكولية الا بزيارة واحدة بدت وكأنها قد تكون الهدف الأساس من الزيارة اذا صحت المعلومات التي ترددت في هذا المجال. فقد كشفت مصادر متابعة للزيارة ان الدبلوماسي القطري التقى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
في المعلن، كانت رسالة محمد بن عبد الرحمن واضحة وضاحدة لكل ما سرّب ليلاً عن أهدافها: لا نية للدوحة بعقد لقاء حوار جديد على غرار لقاء الدوحة عام 2008. وأي دعم مالي للبنان لمساعدته على الخروج من أزمته مشروط بتشكيل حكومة جديدة.
والسؤال: هل هذه كانت الرسالة الى باسيل في ظل الدفع الفرنسي والعربي للضغط على رئيس التيار العوني من أجل تسهيل تأليف الحكومة؟
الثابت بحسب قراءة المراقبين في بيروت للزيارة انه في حال صحت المعلومات عن اللقاء مع باسيل، فهذا يعني ان قطر دخلت على خط حلحلة عقد تأليف الحكومة، وذلك انطلاقاً من الموقع الذي تمثله بعد المصالحة الخليجية وعودتها الى الحضن العربي، ومن حيث علاقاتها مع طهران ومع “حزب الله”، ليست بعيدة عن الغطاء السعودي للزيارة، ولكن هل ستنجح في كسر
الجمود، حيث فشلت باريس؟
الجواب رهن بلورة موقف رئيس الجمهورية بعد عودة الحريري من باريس.