لماذا يهاتفني جان عبيد؟* جوليات أنطونيوس

النشرة الدولية –

منذ مدة قصيرة أي قبل انتشار الفيروس اللعين، رنّ هاتفي وفاجأني صوت إمرأة  تقول لي “معك مكتب الوزير جان عبيد، معاليه بدو يحكي معك” عندها علمت أنها مديرة مكتبه شعرت بالدهشة وباستغراب كبير، لماذا يهاتفني جان عبيد؟ ماذا يريد منّي وأنا رغم صلة القرابة التي تربطني به لجهة عائلة زوجي لا أعرفه ولم التق به الا خلال بعض المناسبات العائلية التي كان يصر على حضورها  شخصيا ولو لوقت قصير ، فيُختصر اللقاء بمصافحة سطحية.

مرّت لحظات قبل أن يوافيني صوته  المحبب يقول لي: لماذا انا لا أعرفك ولم ألتق بك؟ لم يكن يعرف بصلة القرابة  بيننا ورغم ذلك طلب منّي أن نحدد موعدا كي نلتقي وقال “أرغب بالإطلاع على ديوانك أغمض عينيك لترى ” وأن اتعرف عليك، وراح يحدّثني عن الراحل الكبير جورج جرداق ويسمعني أبيات قصيدته الشهيرة هذه ليلتي وحلم حياتي …كنت بغاية السعادة والدهشة والفخر  فهناك في وطني رجل رغم مشاغله الكثيرة ، خصص وقتا  لشاعرة لا  يعرفها  قرأ لها قصيدة في صحيفة.

لم  يمنعه منصبه الرفيع عن المبادرة وبكل تواضع للتعرف الي ودعوتي.

تحدثنا مطولا بأمور ثقافية وأدبية ثمّ قررت أن أعرّفه بنفسي فقلت له “نحنا قرايب” وما إن ذكرت اسم والدة زوجي حتى قفزت  فرحته عبر الهاتف غامرة وعامرة وازداد صوته فرحا ومحبة وبدأ يسألني عن الجميع فردا فردا وأنهينا المكالمة على موعد بيننا  وكأننا صديقين مقرّبين منذ زمن بعيد ولم أعلم أن المواعيد المؤجلة قد لا تأتي.

جان عبيد الرجل السياسي النظيف

فخامة الإنسان  المحب والمثقف والمرجع والمتواضع

لترقد روحك بسلام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى