من «يتراجع» أولاً.. خامنئي أم بايدن؟* محمد خروب
النشرة الدولية –
ارتفعت حدة التراشق الإعلامي ووتيرة التصريحات المتشددة بين واشنطن وطهران بإعلان المرشد الروحي الإيراني خامنئي أن إيران هي الطرف «الوحيد» الذي يحق له أن يضع شروطاً مُعينة متعلقة بالاتفاق النووي»، مُغلقاً الباب باستعداد طهران للإثناء بشأن كهذا.
موقف جاء رداً على تصريحات الرئيس بايدن بأن: لا رفع للعقوبات قبل وقف تخصيب اليورانيوم خارج المسموح به في الاتفاق, إضافة تسريبات وكالة بلومبيرغ بأن إدارة بايدن «لا تُفكر برفع العقوبات وخصوصاً النفطية, بل تبحثُ في تسهيلات مالية «إنسانية» تسمح لطهران بمكافحة فيروس كورونا.
الأمر هنا لا يتعلّق بالمنطق وسؤال: مَن الذي إنسحب من الاتفاق النووي؟، إذ لا منطق في السياسة عند سيادة منطق القوة, وهو ما تنطلق منه سياسات الدول الكبرى.. الدولية منها كما الإقليمية, على النحو الذي رأيناه سنوات ترمب العجاف، فضلاً عمّا يقارفه العدو الصهيوني من إرتكابات وإرهاب دولة وتنكيل ودوس على القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان, وغيرها من مصطلحات الرطانة الغربية, التي يحلو لبعض العرب تكرار الحديث عنها بمناسبة وغير مناسبة تعكس عجزهم وخواء سياساتهم وضعفهم.
ليس مؤثراً ما تقوله طهران في شأن انسحاب واشنطن ,حيث عارضت الدول الخمس المُوقِّعة الإتفاق خطوة ترمب، رغم تغيير باريس موقفها على من هذه المسألة, وراح رئيسها ماكرون ورئيس دبلوماسيتها لودريان يتحدثان عن «شروط» للعودة إلى الاتفاق, من قبيل ما قاله ماكرون بأن: المفاوضات مع طهران ستكون «صارمة جداً» وانها يجب ان تتم بمشاركة السعودية وإسرائيل. فيما دعا لودريان إلى: حوار شاق «جديد» مع طهران حول برنامجها الصاروخي ودورها الإقليمي.
وإذ ليس ثمَّة مخاوف من تدحرج الأمور بين واشنطن وطهران إلى مواجهة عسكرية, بعد غياب التلويح بذلك كما في عهد ترمب، رغم أن بايدن قام بعرض عضلات عسكرية, عندما أمر باستمرار تحليق طائرة بي-52 الاستراتيجية نحو الخليج، كما فعل ترمب أربع مرات قبل رحيله, فإن من السذاجة الاعتقاد أن العاصمتين ستكتفيان بترك الأمور في مربع التراشق الإعلامي, وبخاصة باقتراب يوم «21» شباط الجاري, كموعد «نهائي» حدّدته طهران لوقف الالتزام بالبروتوكول «الإضافي» لمعاهدة منع الانتشار النووي, والذي يقضي (لمن لا يعرفه) بالسماح للمفتشين الدوليين ال?يام بزيارات مفاجئة وغير مُعلَن عنها لأي موقع نووي إيراني أو مُشتبَه به.
في السطر الأخير ليس في مصلحة واشنطن تصعيد التوتر مع طهران وايصاله إلى نقطة اللارجعة, خصوصاً أن بايدن تعهّد العودة للاتفاق النووي, كون الاتفاق نتاج ادارة أوباما/بايدن ومعظم بل جلّ أركان إدارته الجديدة كانوا انخرطوا في إعداده ومراجعته «كلمة كلمة» (وفق تعبير جواد ظريف) ومنهم روبرت مالي وبلنكين وآخرون في المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي. كذلك حال طهران التي تعلم أن عليها عدم إغلاق الباب أمام أي محاولات لـ«الوساطة» وتقريب وجهات النظر, خاصة أنها نفسها دعت إلى «وساطة» بين الطرفين يقوم بها الاتحاد الأوروبي عب? مسؤول خارجيته «بوريل», دون اهمال إقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية…حزيران القريب واحتمالات فوز مُعسكر المُحافظين.