ياسر البحري: أنجزت 26 كتاباً خلف أسوار السجن… تنقل بين 8 سجون في أميركا وأول كتاب كان عن المسيح
النشرة الدولية –
الجريدة الكويتية – حمزة عليان –
ياسر البحري «ظاهرة» في عالم الكتب وأدب السجون و»السوشيال ميديا»، ففي أثناء استعداده لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة فلوريدا عام 2007 انقطع عن الدراسة بعدما أُلقي القبض عليه واقتيد إلى السجن وحكم عليه بـ 15 سنة حبساً! وطوال 13 سنة متنقلاً بين ثمانية سجون داخل ولاية فلوريدا أنجز 26 كتاباً باللغتين العربية والإنكليزية.
في نظر البعض هو «بطل» وصورته عند الناس والأقربين إليه «أسطورة»، فقد تحمَّل معاناة 13 سنة حبساً، وخرج من السجن متماسكاً وسعيداً ومازال يبتسم، يمتلك «كاريزما» تجعله محط أنظار من يشاهده أو يلتقي به.
أحبّه الناس، فقد وجدوا فيه روح التفاؤل، فغيره يتعرض للسجن فيخرج مهزوماً «يمشي جنب الحيط» لكنه قاوم وحيداً، لم يقف معه أحد، بل زرع فيه السجن رجلاً من نوع آخر، عاش متيقظاً يأكل كالغزال كلما تناول لقمة تلفَّت يمنة ويسرة خوفاً من الغدر أو الطعن داخل عنبر مفتوح، ينام كالقطط، الكل يتربص بالآخر! جرى نقله من سجن إلى آخر، وأحياناً كثيرة إلى حبس انفرادي، ومن الأسبوع الأول نقص وزنه أربعة كيلوغرامات. عاد إلى وطنه الكويت يوم 20 /11 /2019 وتحول منذ وصوله إلى المطار إلى «ترند» في الخليج على وسائل التواصل الاجتماعي ليعاود نشاطه وعمله بالكتابة وإصدار المؤلفات.
عاش في السجن «حراً» وإن كان مقيداً بالسلاسل، في داخله إنسان حر، يكتب ويفكر ويمارس حقه في الحياة. في لقاء مقتضب، وأثناء جلسة قصيرة التقيت به، فدار بيننا هذا الحوار:
- ما أول كتاب أصدرته في رحلة سجنك الطويلة؟
– أول كتاب كان باللغة الإنكليزية، عن عيسى المسيح (عليه السلام)، رويت فيه ما حدث له في آخر ثلاثة أيام من حياته، وفقاً للكتاب المقدس، وقد استغرق هذا العمل نحو السنة.
- كيف حصلت على الكتب والمراجع أثناء السجن؟
– بحسب نظام السجون يسمح لك بإدخال أربعة كتب تتم مراقبتها، وكنت على تواصل مع أهلي في أميركا، وهم من ساعدوني في شراء وإيصال الكتب إليَّ.
- كيف استطعت الانتهاء من 26 كتاباً خلال 13 سنة في السجن؟
– يومي كان يبدأ من الخامسة فجراً، فأستمر في الكتابة إلى الثامنة صباحاً، نتوقف “ساعة للتعداد” وهي عبارة عن مراجعة لعدد المسجونين في العنابر، ثم أعود إلى سريري، وأستأنف الكتابة من التاسعة إلى الحادية عشرة، وهكذا بعد كل 3 أو 4 ساعات نتوقف إجبارياً بغرض تعداد المساجين، وكنت أمارس الكتابة بشكل يومي بحدود عشر ساعات تقريباً.
- هل وفر لك السجن أدوات وأماكن للكتابة؟
– داخل العنبر المفتوح أعطوني طاولة وكرسيا، واشتريت قلماً وورقاً من “الكانتين”، وبعد سنوات من بقائي في السجن ومواظبتي على الكتابة يوميا، أصبت بمرض “متلازمة النفق الرسغي” الذي يضرب الأعصاب.
- كيف تسنت لك طباعة 26 كتاباً وأنت في السجن؟
– كل كتبي كتبتها وأنا داخل السجن وكنت أعطيها لشقيقي، وهو بدوره يقوم بالمطلوب، والكتاب الوحيد الذي تم طبعه وأنا في السجن كان عن السيد المسيح، قبل خروجي من مدة العقوبة، وعندما وصلت إلى الكويت في الشهور الأولى، أي في ديسمبر 2019 طبعت أربعة كتب، ولي تسعة كتب ورقية طبعتهم حتى الآن والباقي تم تنزيله على الأونلاين وبيعه عن طريق “E-Book”.
- ما الغاية من وراء هذه الإصدارات؟
– وضعت هدفاً لنفسي وقلت إنني سأكتب للتاريخ وأترك بصمة من ورائي، لذلك كتبت عن الغزو العراقي “شباب الأزمات” وفلسطين والإسلام وقصتي مع السجون والمسيحية ومقارنة الأديان وانتهيت من كتابة أربعة نصوص مسرحية مخطوطة وموضوعة على الرف وسيناريو فيلم سينمائي عن السجن، ولذلك قررت أن يكون هناك هدف وراء كل كتاب وهذا ما فعلته.
- ما سبب تنقلك بين ثمانية سجون كما قلت؟
– في السجن يمنع تشكيل مجموعات ولا يسمح بوجود شخص وراءه سجناء، فهذا يخيفهم، لكن اسمي كان يتم اختياره من بين عدة أسماء، “كإمام” على السجناء المسلمين وهذا ما جعلني تحت المراقبة، وكلما وقعت مشكلة للأميركيين في المناطق العربية والإسلامية وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 كان يتم نقلي ووضعي في سجن انفرادي.
- انتُخبت “إماماً” فماذا فعلت؟
– أقولها وبمنتهى الشفافية، كنت أؤدي وظيفة “الإمام” صلاة كل يوم جمعة وبحصيلة الأيام والأشهر، استطعت أن أهدي 500 سجين إلى الإسلام ويمكنك الوقوف على ذلك من خلال الفيديوهات المسجلة.
- ما أكثر الكتب مبيعاً؟
– في شهر ديسمبر 2020 حصلت على 15 ألف دينار ثمن بيع كتبي عن طريق الأونلاين والأكثر مبيعاً كتاب “خلف الأسلاك” و”ألف ليله حبس انفرادي”.
- ماذا تعلمت من السجن وكيف خرجت؟
– أنهيت فترة سجني، وآخر سجن لي كنت فيه يسمى “والتن” بفلوريدا كان ذلك يوم 20 نوفمبر عام 2019 ويوم الخروج وقف ضباط السجن فحيوني احترماً، واستغرب مدير السجن من هذا التصرف باعتبار أن ذلك ممنوع بحكم القانون، وعندما سأل الضباط أجابوه: “هذا أحسن سجين لدينا من مجموع 1600” وقالوا لي عبارة لا أنساها: “Good luck to you”، ولقد شعرت بالبطولة عندما خرجت بسلام وغمرتني السعادة وعدت على خير، فالمسجونون غالبا وخصوصاً في المجتمع الأميركي إما أن يتحولوا إلى مدمن مخدرات أو أصحاب أعمال إجرامية ونادراً من يبقى منهم متماسكاً.
17 كتاباً ونصاً مسرحياً باللغة العربية
1- بينما في سجون أميركا (2007 – 2019).
2- خلف الأسلاك الشائكة.
3- ألف ليلة حبس انفرادي.
4- أنس في بلاد العناكب.
5- من يقول الناس إني أنا (ألوهية المسيح).
6- وللكلاب حظوظ.
7- شباب الأزمة.
8- إسلاموفوبيا في أميركا.
9- لبيك يا إسرائيل
10- عصابة إل م أس – 13 اللاتينية.
11- غوانتنامو بيه (نص مسرحي).
12- عيال مدريد (نصر مسرحي).
13- ستاربوكس (نص مسرحي).
14- الحواج (نص مسرحي).
15- حفلة انفرادي محفوفة (نص مسرحي).
16- عودة محارب (نص سينمائي).
17- أول هجوم فتاك في التاريخ.
الكتابة في السجن
بينما كان البحري في الحبس عام 2008 و”تحت ذمة التحقيق” قام بكتابة كتابه الأول باللغة الإنكليزية عن مقارنة الأديان وعنوانه هو: jesus resuscitated، ولم ينشر حتى عام 2014.
وفي سبتمبر 2008 حكم عليه بـ 15 عاما يقضيها في سجون فلوريدا، فيطبقها حتى سنة 2019 ويخرج بحسن سير وسلوك.
وفي السجن عام 2010 قام بإنهاء أطروحة الدكتوراه (900 صفحة) وكانت عن الفلسفة السياسية للفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز.
وفي عام 2011 استكمل مشواره في عالم التأليف بكتابة كتب باللغة الإنكليزية عن مقارنة الأديان مثل: Meet God’s sons (and daughters) who do people say l am ? the first suicide attack ever
متابعو «السوشيال ميديا» بالآلاف
لدى البحري قناة رسمية على “اليوتيوب” تسمى “قاعدة ياسر”، ووصل عدد متابعيه فيها إلى 553 ألفاً، ويروي فيها قصص السجون الأميركية. ولديها قناة ثانية احتياطية بها 110 آلاف متابع، وفيها يقدم دروساً في تعلم اللغة الإسبانية والإنكليزية ولغة الإشارة والعزف على العو. وفي “إنستغرام” لديه 234 ألفاً من المتابعين، وفي “تويتر” 30 ألفاً “وسناب شات” 150 ألفاً، أما موقعه على الإنترنت فهو yaseralbahri.com