خُذْ ما شِئْتَ من الحُزنِ.. ومنّي* حيدر محمود
النشرة الدولية –
«القصيدة التي طلب مني الصديق الراحل عدنان عواملة أن أسجّلها بالصوت والصورة – قبل رحيله بقليل – وهي «مرثية للبراءة»، ليُقدِّمَها بمناسبة ذكرى استشهادها، إلى ولديها «الأمير علي والأميرة هيا، وقد فعلتُ.. فرحم الله الملكة علياء، ورحم الله الصديق عدنان عواملة.. وتحية لنجله طلال، الذي يولي اخراج القصيدة وتسجيلَها بشكلٍ فنيّ رائع، أمّا الخطاب الذي يحملُه العنوان فهو موجَّهٌ لجلالة سيدنا الحسين، الذي أبكته القصيدة، كما تُبكيني أنا الآن.. بعد مرور أربعة عقود على استشهادِها..
«الليلة أجَمَعُ في شُرْفَةِ حُزْني
كُلَّ الفقراءْ
لأُحدِّثَهم عن حوريَّةِ بحرٍ..
كانت في كُلِّ مساءْ..
تأتي بسلالِ الخُبْزِ،
وتأتي بأباريقِ الماءْ
وتَرُشُّ الفرحةَ فوقَ رؤوس الحصَّادينَ
وفوق رؤوس الصيَّادينَ..
وكان الأطفالْ:
-بين يديها – مِثْلَ فَراشِ الحَقْلِ
وكانت حَقْلَ ظِلالْ
للمَحْرومين، وللمجروحينَ، وللمُنْتَظَرينْ
لكنّ البَحْرَ – وللبَحْرِ جُنونُ المَوْج –
اسْتَكْثَرَ فَرَحَ الشَّطِّ، فمزّقَهُ بالسّكينْ!
.. اسْتَغْربُ كيفَ يموتُ الزَنْبقُ في عِزِّ صباهْ!؟
هذا قَدَرُ الزَّنْبَقْ!!
.. ولماذا تَحْترقُ النَّغمَةُ عند مصبِّ الآهْ؟!
تبلغُ حدَّ المُطْلَقْ!
يا شَفَّافَ الحُزْنِ، تَعالَ أَضُمُّكَ
حُزْنُكَ هذا أكبرُ من أنْ يُحْمَلَ
فابْكِ بِعَيْني
خُذْ ما شئتَ من الدَّمْعِ.. ومنّي
ولْنَتَسَلَّحَ بالصَّبْرِ.. وبالإيمانْ
وَلْنَتَحدَّ الأنواءَ، كما كنّا نتحدّاها
في كُلِّ زمانْ!!