الدولار الطالبي: لا حياة لمن تنادي
النشرة الدولية –
نداء الوطن – باتريسيا جلاد
بدل تسهيل تحصيل العلوم الجامعية للطاقات البشرية اللبنانية المقتدرة في الخارج بغية استثمارها لدى عودتها الى وطنها في زيادة الإنتاجية، ها هي المصارف اليوم “تعاند” التحويلات الطالبية وتقهقر جيل المستقبل، فيضع هذا التصرّف آلاف اللبنانيين الذين يتلقون دروسهم الجامعية في الخارج في حالة عوز وإرباك، اذ ان بعض الجامعات غير قادر على الإنتظار لفترات طويلة قبل تسديد القسط السنوي.
هذا الأمر يؤدي إما الى “طردهم” من جامعاتهم، أو الى “تدبير” أمرهم من خلال الجاليات اللبنانية المتمكّنة المتواجدة في الخارج، التي تمدّ لهم يد المساعدة لمتابعة دراستهم. قسم منهم عاد الى دياره خائباً بائساً كما حصل لطلاب قاطنين في بيلا روسيا وفرنسا، وقسم آخر يحاول أن يجد عملاً له، فيما بعض الأهالي يتمكّن من إرسال الأموال عبر لبنانيين مسافرين الى الخارج.
هذا الوضع المذلّ دفع بالجمعية اللبنانية لأولياء الطلّاب في الجامعات الأجنبية أمس الى رفع الصوت والإعتصام في مناطق عدّة في الحمرا أمام مصرف لبنان، ثم توجه المعتصمون الى مقر بيت الامم المتحدة “الاسكوا” في ساحة رياض الصلح، ونفّذوا وقفتين امام “فرنسبنك” و”بنك بيروت”، “احتجاجاً على عدم تنفيذ قانون الدولار الطالبي رقم 193، وفي البقاع وتحديداً في شتورا كانت الأجواء ساخنةً، فاستعان احد المصارف بالقوى الأمنية لقمع الأهالي ومنعهم من الدخول اليه وإجراء التحويلات بالقوّة.
وعرض أمين سرّ الجمعية د. ربيع كنج لـ”نداء الوطن” للقاءات السابقة التي قاموا بها مع جميع الرؤساء والمسؤولين في محاولة لحلّ قضيتهم لكن “لا حياة لمن تنادي”. حتى أنهم وجهوا إنذاراً عبر الكاتب العدل الى جمعية المصارف بضرورة تنفيذ قانون الدولار الطالبي، والذي لا يزال “من دون رد”. واجتمعوا أيضاً مع نائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري وعرضوا للائحة مطالبهم والمشكلات التي يواجهونها. لافتاً الى أنه “حتى ضغط رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على المصارف خلال الإجتماع الأخير مع رئيس جمعية المصارف وحاكم المركزي واللجنة، “لم ينفع بإلزام المصارف بالإلتزام بالقانون رقم 193”.
فإذا كانت الحكومة الفرنسية قدّمت للبنانيين الذين يرغبون في تلقي علومهم في فرنسا في العام 2020 منحة بقيمة 500 يورو، فإن الطلاب المسجلين خلال العام 2019 في الفترة السابقة غير قادرين على متابعة دراستهم بسبب وقف التحويلات الى الخارج، فهل من يتطلع الى نحو 5000 طالب في فرنسا و1000 طالب في روسيا و5000 لبناني في الدول الشرقية، ذلك عدا عن دول اخرى مثل الصين والهند وأميركا اللاتينية؟