واشنطن بوست: “موقف بايدن الصارم تجاه السعودية يؤتي ثماره… إطلاق سراح لجين الهذلول

النشرة الدولية –

يوم الأربعاء الماضي، قدّم ابن سلمان أبرز تنازل من جانبه حتى الآن: إطلاق سراح لجين الهذلول، الناشطة في مجال حقوق المرأة البالغة من العمر 31 عامًا والتي أصبحت أشهر سجينة سياسية سعودية. اختُطِفَت الهذلول من الإمارات العربية المتحدة في عام 2018 واحتُجِزَت لاحقًا مع ناشطات أخريات في سجن سري حيث تعرضت لتعذيب وحشي. وحوكمت هي والنساء الأخريات بناءً على “جرائم” ملفقة مثل مناقشة حقوق الإنسان مع دبلوماسيين غربيين.

حاول كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، مرارًا وتكرارًا تأمين حرية الهذلول والأميركيين وإنهاء المقاطعة السعودية لقطر. لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك. وذلك لأن ابن سلمان كان يعلم أنه يتمتع بحماية السيد ترامب الذي تفاخر بأنه “أنقذ مؤخرة ]ابن سلمان[” بعد مقتل الصحفي المنفي جمال خاشقجي عام 2018، وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة وكاتب في صحيفة البوست. الآن بعد أن أصبح لدى الولايات المتحدة رئيس لا يرغب في منحه تفويضًا مطلقًا، فإنّ ابن سلمان يتراجع بسرعة.

هذا لا يعني أنّ المشاكل الخطيرة التي أقحمها ولي العهد في العلاقات الأميركية-السعودية قد حُلَّت. والحرب التي شنها في اليمن والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء يجب أن تنتهي. أعلن الرئيس بايدن على نحو صائب عن إنهاء الدعم الأميركي لعمليات القصف السعودية وعيّن أحد كبار الدبلوماسيين من أجل السعي إلى إجراء محادثات السلام.

مكث العديد من السعوديين الذين سعوا سلميًا لنيل حقوق المرأة وغيرها من الإصلاحات في السجن ظلمًا. حتى عمليات الإفراج الأخيرة كانت مجرد أنصاف خطوات: لا يزال الهذلول وفتيحي تحت المراقبة، وقد مُنِعا هما وأفراد عائلتيهما من السفر. كما يمكن إعادة سجنهما إن غرّدا عبر تويتر. لا يزال الأميركيان الآخران يواجهان تهمًا جنائية.

والأهم من ذلك أنه لم يُحاسَب أي شخص متورط في عملية اعتقال الهذلول الجائرة وتعذيبها هي وغيرها من النشطاء. من بين الجناة سعود القحطاني المقرب من ابن سلمان والذي كان حاضرًا أثناء تعذيبها، وفقًا للهذلول. وبحسب تحقيق أجرته الأمم المتحدة، فقد أشرف أيضًا على عملية قتل السيد خاشقجي. طلب السيد بومبيو من ابن سلمان محاسبة القحطاني. مرة أخرى قوبل طلبه بالرفض.

وعد السيد بايدن خلال حملته أنّ المسؤولين عن قتل خاشقجي و”قتل الأطفال” في اليمن “سيدفعون الثمن” وسيصبحون “منبوذين”. كما قال إنّه يعتقد أنّ ابن سلمان أمر بقتل خاشقجي. ووعدت مديرة الاستخبارات الوطنية أڤريل هَينز بنشر تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” عن مسؤولية ابن سلمان. يجب على الإدارة الجديدة الآن أن تفي بهذه الالتزامات. لا ينبغي تطبيع العلاقات الأميركية-السعودية حتى يُحاسَب السيد القحطاني ورئيسه محمد بن سلمان على جرائمهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى