مبتدأ وخبر* مادونا عسكر

النشرة الدولية –

(1)

هذه الحياة كناية عن جمل اسميّة تقتحمها الأفعال على استيحاء.

(2)

من ذا الّذي يستطيع التّفلّت من إله القطيع؟ إذا ضلّ عن عمدٍ أو سهواً أعاده الرّاعي بقوّة الجوع والجهل.

(3)

في هذا الوجود الضّخم، النّابض بحركته المذهلة، المحيّر بوفرة أسراره، المدهش بجلال نظامه،  تتبجّح حفنة من الغبار بحجمها.

(4)

لستَ تَدري أيُّهمُ أنت إلّا لحظة انهازمِهِم أمام أناك البسيطة.

(5)

خطاب الآلهة المتسربل ثوب أشباه الآلهة، خميرة العجين الفاسد.

(6)

أنت لا تخاف من الموت على من تحبّ، أنت تخشى قمَع فيض الحبّ الّذي يفرضه الرّحيل.

(7)

ما يقارب الثّلاثة آلاف خطوة، سحلت المحبّة ابنها في شوارع المدن المقدّسة.

(8)

الحقيقة. ما من أحد يقوى على تجرّعها بسلام. علقمٌ ينسكبُ في النّفس بعد سنين عقيمة كأمر واقع.

(9)

الحملان المتدثّرة بثياب الأنبياء أشدّ فتكاً من الذّئاب الخاطفة.

(10)

قيل إنّ الكلمة كالرّصاصة، تخرح ولا تعود. فماذا  بكلمتين أو أربع أو ثلاثين أو فصول تخترق التّاريخ، وتسير مع الدّماء في خطّين متوازيين.

(11)

الوعي بالمحبة غياب. الفناء فيها وعنها حضور.

(12)

يتبدّل فهم العلوّ بقدر ما يحتجب العمق  في الإصغاء إلى أنفاس الكون. لا أحد  يلمس إلّا الصّورة.

(13)

كلّنا عنصريّون. لا يغرّنّك خمار بلون إنسانيّة لا تعرف عن ذاتها إلّا ترابها.

(14)

ادّخرت لنا الفنون قوتاً لأيّام الجوع العبثيّ.

(15)

حدّد النّور قبل أن تسلك فيه. غالباً ما تخدش حياء الأنوار لفظة ريح الوهم.

(16)

بعد سفرٍ طويلٍ، عاد مضرّجاً بالدّماء. جرّحت الحقيقة خلاياه المتعبة، وأعادت بناءه من جديد.

(17)

كلّ هذا الارتحال القاتل للاشيء! وحده حفّار القبور يتدرّب على دفن الموت.

(18)

إذا كان لا بدّ من توبة، فواجبٌ وحقٌّ الاستغفار من الشّيطان. خلقناه عنوةً وأطلقنا عليه اسماً وكرّسناه للشّرّ ومن ثمّ رذلناه باسم التّجربة والغواية.

(19)

قد لا ترى أنّ الجبل ينهار. قد تعاند وتشير إلى شموخه. قد تخادع نفسكَ وتحاربها لتثبت أنّ القمم لا تزول. لكنّه ينهار، بل إنّه لم يكن جبلاً في الأصل. ما أكثر الصّحارى وما أعظم قوّة السّراب!

(20)

كلّ هذه السّبل الورديّة الغارقة في بهتان الزّمن، وتلك الأعمدة المرصّعة بحفيف الكلمات والأناشيد، وتلك الأجنحة المنشقّة عن حرّيّة العصافير. كلّها، بالكاد تخلص بكَ إلى تمتمات تختنق في حنجرتكَ الفانية.

(21)

لستِ أنتِ بعدُ. القلق بادٍ على محيّا قلبكِ والنّفس شاردة في ماضٍ سحيق لا يتبدّل إلّا إذا كنتِ اليومَ، الآن، أنتِ. العمرُ عمرٌ والأيّام أيّامٌ. فابحثي في  الفرق الدّقيق بين شروق وغروب أزليّ ولحظة تساوي عمراً تهبطُ بكِ إلى الأودية العميقة ثمّ ترفعكِ إلى “أنتِ”. مزّقي تلك الصّور الّتي تحتجبين خلفها وذلك الخمار المسدل على أطراف باهتة واخرجي إلى النّهار الوحيد.

(22)

البداية من القمّة عقيمة. من علياء الضّمير المنفرد المتفرّد المقيّد بالأسماء والأعداد. النّهاية عنيفة الوضوح، عود إلى “القمم”، إلى التّوحّد.

(23)

الاختراعات كثيرة ومتعدّدة على امتداد التّاريخ. المعلوم منها حقّ إلى حين والمجهول حقّ إلى ما هو أبعد من الحين. يشترط لقمة فقير وخنوع امرأة وتيه أسير وغطرسة محتكر لهياكل الخواء.

(24)

السّماء زرقاء والبحر أزرق والألوان مكر الهواء في صفائه أو كدره. كم هو محظوظ  ذلك الضّرير المنتصر بعصاً على خدعة النّظر!

(25)

الهولوكوست الحقيقي بدعة والهولوكوست المخفيّ في أروقة الآلهة حقيقة.

(26)

عبثية غودو نجاة  لمنتظري الخلاص.

(27)

الوشاية بالآلهة عقاب أزلي. من هو الإله الحقيقي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى