الفيلم اللبناني الطويل «دفاتر مايا» يصل مهرجان برلين منذ 39 عاماً

النشرة الدولية –

نجح الفيلم اللبناني الطويل «دفاتر مايا» للمخرجَين جوانا حاجي توما وخليل جريج في الوصول الى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها عمل لبناني في المسابقة منذ 39 عاماً.

خلال مؤتمر صحافي للمهرجان، كُشف خلاله عن الأفلام المشاركة في مسابقة الدورة الـ71 من المهرجان، على أن تُعقد فاعليات المسابقة افتراضياً بين 1 و5 مارس المقبل، إضافة الى عروض الأفلام المشاركة، ومن ثم الانتقال إلى عروض خاصة للجمهور والمشاركين في المهرجان بمدينة برلين بين 9 و20 يونيو.

يشارك في الفيلم ريم التركي، منال عيسى، بالوما فوتياه، كليمانس صبّاغ، وحسن عقيل. والعمل من إنتاج (شركة أبوط – بيروت Haut et court وMicroscope- فرنسا / كندا).

يحكي الفيلم قصة مايا، وهي امرأة لبنانية انتقلت مع والدتها للعيش في كندا منذ أكثر من 30 عاماً، ولا تزال تعيش في مونتريال مع ابنتها المراهقة أليكس. عشية عيد الميلاد، تصل شحنة غير متوقعة، في داخلها دفاتر وأشرطة كاسيت وصور، كانت قد أرسلتها مايا، عندما كانت لا تزال تعيش في بيروت، إلى أعز صديقة لها، التي هاجرت إلى فرنسا عام 1982.

ترفض مايا فتح الصندوق أو مواجهة ذكرياتها. لكن مقتنيات الشحنة من صور ومذكرات تثير فضول الابنة أليكس، فتغوص بهذا الأرشيف وبأسرار حياة والدتها. تدخل أليكس، ما بين الخيال والواقع، عالم مراهقة والدتها الصاخبة والعاطفية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتكشف عن ألغاز الماضي الخفي، وتبدأ بتتبع مسارها الزمني، وكأنها تشاهد مسلسلاً ترغب في معرفة أحداثه المقبلة، مع سؤال عريض ترغب في اكتشاف الإجابة عنه: «ماذا حدث؟».

وتتابع: «يهمّنا بالطبع الجمهوران العربي واللبناني، ولكن أيضاً أن يكون في مقدور الجمهور العالمي الاطلاع عليه والتعرف على لغتنا السينمائية، فهذا أمر محبب أيضاً لقلوبنا ويخدم مسيرتنا الفنية الطويلة في هذا المجال». وتضيف: «الطابع الفني المعاصر في لبنان قادر على محاكاة جميع اللغات العالمية، لدينا موضوعات كثيرة. وفي غياب الدعم، أيقنت أنّه لا خيار أمامنا سوى أن نعتمد على أنفسنا، وكلّي إيمان بأنّ الوحدة الإبداعية في لبنان هي التي تجعلنا أقوى».

ماذا عن عرض العمل، هل من توجه نحو المنصة الرقمية بعد جولته في المهرجانات؟ توضح جوانا: «عملت مع خليل 15 عاماً وقررنا منذ ذك الحين دعم صالة سينما متروبوليس، رغبة منا في إحياء هذه الصالة التي ستعود أقوى من قبل. ونعم ستخرج الأفلام على نتفليكس، لكن الأولوية بالنسبة لنا لا تزال أن نشهد على تفاعل الجمهور داخل صالة السينما».

هل من توثيق مقبل لذاكرة انفجار بيروت المؤلمة؟ تستعيد جوانا اللحظة المشؤومة: «كنت في مقهى قريب من الانفجار، اختبأنا تحت إحدى الطاولات، وأصبت وصديقتي بجروح طفيفة، كان صعباً خروجنا من المقهى، كما تدمر منزلي والاستديو. مشاهد هذا الانفجار مرّت في جسدنا ولا تزال ولا يمكن إخراجها، وأعلم أنّه لن يمر مرور الكرام على الصعيد الفني، ولكن سأبذل جهدي حتى لا يُنسى والشهداء الذين سقطوا والضحايا الذين دمرت حياتهم. لا يزال الجرح جديداً وكبيراً ولا يمكن أن يغلق طالما أننا لم نصل إلى أي نتيجة».

وتتابع: «في فيلمي الجديد صدى قوي. بيروت تتغير وتعود دائماً، وهذا ما يجعلها مدينة استثنائية. أنا مؤمنة بقوة هذه المدينة وقدرتها الجبارة. سيرى الجمهور في الفيلم بيروت الثمانينيات، صورة بيروت التي تتغير، هناك نفحة حزن، ولكن إصرار على التمسّك بالأمل. فلا نية لنا بالتشاؤم، لأننا بحاجة إلى النور والفيلم ينتهي بعبارة There will be light».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى