معرض التشكيلية داليا علي “حنين القلب” يأخذنا إلى فلسطين
النشرة الدولية –
افتتح في جاليري رؤى 32 للفنون، عمان، الأردن، معرض “حنين القلب”، للفنانة التشكيلية داليا علي، الاثنين برعاية الدكتور أسعد عبدالرحمن.
يأتي هذا المعرض الذي يضم ما يقارب 34 عملاً فنياً، متوافقاً مع أهداف الجاليري في دعم الفن الأردني والفنانات التشكيليات الأردنيات بصورة خاصة، وكذلك في المشاركة في الحراك التشكيلي الأردني والعربي.
ويذكر أن الفنانة داليا علي فنانة أردنية ولدت في الكويت، وتخرجت من معهد ماساتشوستس MIT للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وحصلت على بكالوريوس العلوم في الفن والتصميم، وعلى ماجستير في الهندسة المعمارية. وقد بدأ شغفها بالفن في مرحلة مبكرة حيث تعرفت في مكان إقامتها في مدينة بوسطن، على عدد من الفنانين المعروفين. وشاركت في معارض جماعية ومنفردة في عمان ودبي وأبوظبي والبحرين والقدس ورام الله وفيرجينيا وكونيكتيكت.
ورغم أن بناء وموضوعات لوحاتها مختلفة عن الواقع فإنها اختارت ألوان الأكريليك لتعبر بها عن أحاسيسها على أسطح ومواد مختلفة مثل الصحف والورق المزخرف والرمل وغيرها، لإنتاج تأثيرات ممتعة من خلال تكوين طبقات تسمح للألوان والأنسجة الأساسية بالظهور في بعض الأماكن لإثراء اللوحة. وتسعى باستمرار لتقليل التفاصيل “تجريد” العالم من حولها مع الحفاظ على المعنى والمحتوى في أكثر أشكاله جاذبية.
معرض “حنين القلب” يتناول مدن فلسطين، وهي رحلة عبرتها الفنانة من خلال قلبها ووجدانها حيث رسمت مدن فلسطين لتتواصل عبرها مع هويتها وتراثها وأسلافها.
الفنانة داليا علي وُلدت لأم من طبريا، وأب من طولكرم. ونشأت في الكويت، ثم درست في الولايات المتحدة، ثم انتقلت للعيش في عمّان، ثم البحرين، ثم عادت إلى عمان. حيث تقيم الآن.
والرسم هو طريقها لإبقاء القضية الفلسطينية حية ولتستمر من جيل إلى جيل. لم يسبق لها أن زارت وطنها فلسطين، ولكن في محاولة للتواصل مع جذورها، قررت السفر إلى هذه المدن من خلال ذكريات والدها ووالدتها حيث تناولت من خلال الخط واللون ومن خلال ألوان الطبيعة، والمباني، وانعكاس الشمس على الأسطح، وهندسة المكان، والشعور بالمساحات، وتضاريس الأرض.
وهي تستخدم صور المدن كمصدر إلهام، وتركز على التفاصيل، ثم ترسم ما يؤثر وتشعر به، مع قدر كبير أو ضئيل منها. تستخدم بشكل أساسي طبقات من طلاء الأكريليك على طبقات من الخلفية المنسوجة والمجمعة التي تعكس طبقات تاريخ فلسطين، فقد تمكنت الفنانة داليا علي من معرفة المزيد عن هذه المدن في رحلة البحث عنها، وفي أثناء دراسة التفاصيل واكتشاف ما الذي يجعل كل مدينة خاصة بالنسبة لها، وعندما ترجمت هذه المشاعر والأحاسيس إلى لوحات هي انطباعاتها الخاصة التي نتجت عن تفاعلها وكأنها كانت فعلاً في زيارة حقيقية لها.
لقد تفاجأت الفنانة وانتابها السرور لاستطاعتها اختبار مجموعة متنوعة من صور الجمال الفلسطيني المتمثل في مدنها الساحلية والصحراوية، وبحيراتها، وتلالها الخضراء، وجبالها، ومناظرها الطبيعية الحضرية، وبلداتها الريفية، ومواقعها الدينية، وأسواقها الغنية، وبرتقالها العطري وبساتين ليمونها، وأشجار زيتونها المثابرة والمقاومة.
تعلمت الفنانة الكثير عن بلدها ووقعت في حبها وازداد شغفها أكثر. وكانت تشعر بفلسطين متحقّقةً بصرياً ووجوداً، بالصور التي تُترجم بالمشاعر إلى لوحات، من خلال الرائحة، رائحة برتقال يافا والليمون، والزعتر والنعناع والميرمية، من خلال السمع والموسيقى التقليدية والأغاني الشعبية في فلسطين، وكذلك من خلال الثقافة والأدب الذي عبّر عنه المؤلفون والمبدعون الفلسطينيون عبر التاريخ، من خلال لمس اللوحات والتطريز عليها.