مقال تحليلي: الميليشيات المدعومة من إيران اتخذت خطوة غير مسبوقة بقصف مدينة أربيل… مسار المركبة التي حملت الصواريخ وطريقة تخفيها
النشرة الدولية –
الحرة –
قال الباحث بمعهد واشنطن مايكل نايتس، في مقال تحليلي، إن الميليشيات المدعومة من إيران اتخذت خطوة غير مسبوقة بقصف مدينة أربيل وقاعدة أميركية بالصواريخ في كردستان العراق، واصفا طريقة تخفي السيارة التي حملت الصواريخ إلى الإقليم شبه المستقل بـ”العبقري”.
وشدد نايتس على ضرورة أن تجد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسرعة صيغتها الخاصة بالرد والردع.
والاثنين الماضي، تعرضت مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق) لهجوم صاروخي، أسفر عن مقتل متعاقد يعمل مع التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في مطار أربيل، وإصابة خمسة آخرين من أفراد التحالف (من بينهم جندي أميركي)، وجرح ثلاثة مدنيين محليين على الأقل.
في تطور خطير قد يرفع من درجة التوتر العالية أصلا في العراق، ازدادت الاتهامات المباشرة إلى الحشد الشعبي بوقوفها خلف الهدف الصاروخي الذي استهدف قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنودا أميركيين ومناطق قرب مطار أربيل ، ليل أمس.
ويقول نايتس: “ربما تمت محاولة إطلاق ما يصل إلى 28 صاروخا، مع سقوط أكثر من 12 صاروخا في المدينة المكتظة بالسكان، وهو قصف متهور بشكل غير مسبوق لمركز سكني مدني”.
ورغم استخدام مجموعات “واجهة” لإعلان المسؤولية عن الهجوم، حسبما يقول نايتس فهو يرجح مسؤولية الميليشيات المدعومة من إيران.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قال، يوم أمس الثلاثاء، إن طهران “تعارض أي أعمال تضر بأمن العراق”.
وشدد زاده على أن “إيران تعتبر استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة، وترفض أي عمل يخل بالأمن والسلام في ذلك البلد”. ودان ما وصفه بأنه “محاولات مريبة لنسب الهجوم إلى إيران”.
ويتابع نايتس: “تواجه إدارة بايدن الآن المهمة الصعبة المتمثلة في صياغة رد محسوب لكنه حازم، ويجب أن تتخذ بعض القرارات الرئيسية حول كيفية ردع مثل هذه الهجمات على الأميركيين وشركاء الولايات المتحدة في المستقبل”.
يقول نايتس: “انطلق وابل من الصواريخ من مركبة خارج سوق زراعي على بعد خمسة أميال جنوب غربي أربيل”.
وتوقع الكاتب أن “المركبة دخلت الإقليم من الأراضي الزراعية في العراق، إما من سهول نينوى إلى الغرب أو من منطقة سرجران إلى الجنوب”.
يصف نايتس طريقة دخول المركبة بـ”العبقري”، قائلا إنها تخفت وسط “العديد من الشاحنات الزراعية المحملة بالمواد الغذائية التي دخلت من العراق إلى إقليم كردستان”.
وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه على أربيل، ففي 30 سبتمبر الماضي، استهدف هجوم صاروخي انطلق من شرق الموصل مطار أربيل.
وأرجع نايتس عدم رد التحالف بتفعيل أي دفاعات جوية، لتفادي خطر إصابة أي مباني شاهقة عن طريق الخطأ.
وتبنت مجموعة تعرف باسم “سرايا أولياء الدم” المسؤولية عن هجوم أربيل.
وبحسب نايتس، فقد أعلنت هذه المجموعة مسؤوليتها عن بعض الهجمات، فتبنت مؤخرا تفجير وقع في 25 يناير، على جانب طريق لمركبة متقاعد لدى لتحالف في جنوب العراق.
وأشار نايتش إلى “تسلسل التغطية الإعلامية للهجوم عبر حساب هذه المجموعة على تطبيق تلغرام، وعلاقاتها الواضحة بميليشيا واحدة على الأقل مدعومة من إيران، وهي عصائب أهل الحق”.
وصنفت الولايات المتحدة عصائب أهل الحق منظمة إرهابية أجنبية في 3 يناير 2020.
ويوم أمس صرح مسؤولون أمنيون لوكالة “فرانس برس” أن اسم هذه المجموعة مجرد “واجهة” لفصائل مسلّحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق.