بركاتك يا شيخ بايدن* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تغير الحال وأصبحت الحكومات العربية بين ليلة وضحاها من دعاة الحرية والديموقراطية وهي المُصنفة ضمن الدول الإستبدادية حسب مقياس الحرية العالمي، واستغرب الجميع سر التغير السريع والذي جاء بشكل شمولي حين أطلقت السعودية والجزائر ومصر والسلطة الفلسطينية سراح سجناء الرأي والسياسيين، لتكون هذه مبادرة غير مسبوقة وحتى غير متوقعة مما وضع المئات من علامات الإستفهام حول القرارات التي لا تتناسب مع فكر ونهج هذه الدول، وقد يتسبب في ارتفاع حرية المعارضين السياسيين لدول المنطقة.
القصة بسهولة أنها بركات رئيس الولايات المتحدة الجديد جوزيف بايدن، الذي حدد طريق المستقبل لدول الشرق الأوسط فإما عودة للعقد الماضي أو الذهاب بأمان صوب العقد القادم، أي اما ربيع عربي على طريقة الديموقراطيين يعصف بالدول التي تجاوزت الربيع الأول بسلام، ويتسبب في تغير ملامح الدولة على طريقة تونس ومصر أو صراع داخلي كما في سوريا واليمن وليبيا، أو مرحلة نهضة وحرية تسمح للجميع بالإشتراك في إدارة الدول على الطريقة الأمريكية، ويعتبر أي من الأمرين صعبين على الحكومات العربية التي تريد أن تتمسك بالسلطة المطلقة ولا تريد أن تخرج من الصورة بشكل نهائي.
لذا فقد وجدنا العديد من الدول تقوم بإجراء تغيرات جذرية في طرق الحوار الداخلي، وقد بدأت بالفعل بإظهار صورة التصالح المجتمعي والتركيز على أشكال الحرية، فبايدن عازم بقوة على رفض التسلط والدكتاتورية التي عززها الرئيس الأسبق دونالد ترامب، لذا يحث الخطى على إنهاء الصراع حول الدول الحليفة للولايات المتحدة لضمان استقرارها لتنفيذ البرامج المعدة لها، وبالذات مصر والسعودية من خلال محاولات متسارعة لوقف الحرب في اليمن وليبيا ، كما يبحث عن تهدئة الوضع في فلسطين لزيادة الأمان للكيان الصهيوني، وبالتالي لن تنجو أي دولة عربية من تدخلات الولايات المتحدة لمنح المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي حرية التصريح بآرائهم دون أن يتعرضوا للإعتقال والسجن.
وسنشاهد في الأيام القادمة قيام دول أخرى تقوم بالإفراج عن السجناء السياسيين للظهور بصورة مغايرة لحقيقتها، وحتى لا تجد نفسها خارج الحسابات الأمريكية، وحتى لا يتم تصنيفها كدول معادية للحرية، مما سيؤثر على قبول العالم لأنظمة الحكم فيها، وهنا نتساءل..؟؟، هل ستكون هذه مجرد مرحلة في حياة بايدن أم أنه سيقوم بتعزيز رغباته في تغير شكل المنطقة؟، وهنا يعتقد البعض أن ما يقوم به بايدن مجرد تغير للنهج في استخلاص الأموال العربية من أيدي أصحابها، وزيادة سيطرة الولايات المتحدة على الثروات الطبيعية والقرار السياسي والذي في نهاية الأمر يجب أن يخدم الكيان الصهيوني إما بإضعاف الدول أو إدخالها في تحالفات مع الكيان، هي معادلة صعبة ونهايتها غير معلومة ومحفوفة بالمخاطر العديدة ليس بسبب الولايات المتحدة، بل بسبب قيام الحكومات بإلغاء الشعوب العربية من معادلة وجودها.