دعوة صادقة ومنزهة عن الغرض* الشيخ مظهر الحموي
النشرة الدولية –
“مركز النهوض”
إنها دعوة صادقة ومنزهة عن الغرض، نرفعها أمانة، الى كل المسؤولين والفعاليات ..
لم يعد خافيا على أحد الوضع المأوي للمسلمين السنة في لبنان على كافة الصعد ، ولم يعد الحديث عنه مجرد همسات قلقة في المنتديات الخاصة ، وإنما القلق يبرز الى العلن في كل يوم..
وهل نحن مغالون أو متشائمون إذا عرضنا واقع هذه الطائفة بكل الصدق والإخلاص والتجرد والواقعية وقلنا : أين نحن في المعادلة ؟ ولماذا نحن متفسخون؟ ولماذا لا نبالي بما يجري على ساحتنا ؟ ولماذا نعيش فقط بالحدث اليومي أو الآني وفي ردة الفعل؟ ولماذا نحن في ترهل وتآكل..؟
ألم ننظر بعين الإعجاب (وبدون أن نصرح) الى الشركاء في الوطن وهم على قلب رجل واحد في القضايا الكبيرة والتفصيلية؟
اليس حرياً بنا أن نتطارح النقد الذاتي، وأن نمتنع عن دفن رؤوسنا في الرمال لنواجه واقعنا القلق والمضطرب وليتحمل كل واحد منا مسؤوليته في إعلاء شأن هذه الطائفة والإهتمام بها وتطويرها.
واسمحوا لنا ألا نغوص في مزيد من تفاصيل الواقع الأليم الذي نعيشه والذي يعلمه الجميع، ولن نرضى أي إستدراك مغلوط بأن هذه الطائفة هي بألف خير وأننا نحملها قدراً كبيراً من المبالغة ، فهذه مغالطة يجابهها أقل مواطن في هذه الطائفة وغيرها .
وان من أبسط الأمور أن يقر الجميع بأنه من الواجب علينا جميعا أن نبادر الى تدارك أوضاعنا منعاً لمزيد من الإنهيار والتردي ، في الوقت الذي يتعاظم فيه دور غيرنا ويتنامى على المستويات كافة .
ترى ما الذي يقف بيننا وبين التقاء المسؤولين والفعاليات السنية فيما بينهم من أجل طرح أوضاعنا على بساط البحث .
نحن لا ندعو هنا الى الذوبان والإنصهار، فهذا بنظر البعض مطلب مفتئت ومستحيل، ولكننا نروم من لقائهم أن يتطلعوا إلى هموم ومتطلبات هذه الطائفة الأولى والكبرى في هذا الوطن ليتلمسوا معاناتها ومتطلباتها وتطلعاتها وأمنياتها وما يهددها ويحفظ كرامتها ويحقق مطالبها المحقة…
ألم يتساءل أحدنا على الأقل عن سبب غياب إعلام سني كما سائر الطوائف في لبنان يعنى بشؤون الطائفة وقضاياها ويحمل لوءها بكل وسطية وإعتدال وشمولية؟.
ونحن لا ندعو الى تبني رأي سياسي ما، أو منهج حركي بذاته ، وإنما الى التعمق بعمق الحقيقة والتطلع الى أبعد الآفاق والتخلي عن الخصومات التي تعمل على إضعاف الطائفة والإطاحة بدورها وحضورها وأهميتها.
إنها دعوة صادقة ومنزهة عن الغرض ، نرفعها أمانة ، الى كل مسؤولينا وفعالياتنا حتى يعودوا إلى ضمائرهم وذواتهم عسى أن يضعوا نصب أعينهم هذه الملاحظات التى أوردناها ، وهي مستقاة من الواقع الأليم الذي تعيشه طائفتنا الكريمة آملين أن يتم تدارك الوضع ، ولم يفت الأوان بعد..