لزقة جرح… في مستشفى!
النشرة الدولية –
كتب الإعلامي الأردني، علي حياصات، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، عن تجربة مرّ بها، ويروي بها كيف أن بكاء لطفلتين بمرارة، ملأ المكان.
هنا ما كتبه الزميل الحياصات
شاءت الظروف ان يكون لي مرور إلى المستشفى لصرف دواء والدتي الشهري..
وخلال انتظار الدور والجميع لا يُرى الا عيونهم لتلك الكمامات التي غطت ابتسامتنا..
انتبهت على طفلة صغيرة تبلغ ثلاثة الى أربعة سنوات من العمر برفقة والديها بشعرها الذهبي _ما شاء الله _ كأنه قصاصات ذهب وشقيقها معها بذات الملامح وبنظارته الزرقاء الزاهية بلون سماء هذا العالم… ويملأون المكان ببكاء شديد المرارة.
تمنيت ان اعرف سبب كل هذا البكاء ولعنت كل الاوجاع والأمراض في تلك اللحظة وعتبت على كل ادوية العالم التي لم تستطع منع الوجع عن ملامحمها الوردي وتمنيت لو اني غيمة فوقهما كالمظلة اخفف عنها شمس النهار.. لمعة الدمع في عيونهما تضيء المكان وتشعل قلوب كل الحضور..
اقتربت منها امرأة وسألت والديهما عن سبب بكائهما بهذه الحرارة ونحيبهما… ضحكت الام وكانت الاجابة ( بدهم لزقات جروح).. ف (نفلت) الحجة حقيبتها واعطتهما لزقات جروح فجفت دموعهما وانقلب البكاء لابتسامة والاطفال ينظرون لبعضهم بضحكات هستيرية حتى ضحك كل في المكان وتعالت ضحكاتهم وانا اضحك بينها بلا سبب… حتى انتبهت لنفسي وسكت فجأة…
يالله هذا هو الهم الذي ابكاهم واحزنهم.. ليتنا يا أمي بقينا صغارا اكبر همنا لعبة ولزقة جرح ودفتر رسم وقلم وممحاه.. ليتنا لم نغتر بهذا الدنيا وكبرنا فوقعنا في الفخ… ليت همومنا بقيت بحجم طفولتنا لاوجع ولا فقد ولا حزن ولا قلق…
ليت لنا ان نسترجع طفولتنا التي سرقتها سنوات الهمر والتعب ونعود لنبكي لاقل الاسباب ونفرح بأقل الاشياء بعيدا عن نضوجنا الهش…
تذكرت في هذه اللحظة عبارة ترددها امي كثير لما ( تزعل)
كل واحد همه على قده… وانا هم قلبي زايد…
شكرا لهذه المرأة التي علمتنا كيف نصنع السعادة وكيف صنعت الفرح للاطفال ولكل الحاضرين بأقل ثمن وبأقل وقت ليتنا نبحث عن صناعة الفرح للاخرين ونبحث عن إسعادهم فقلوبنا والله ما زالت طفلة تفرح وتحزن لاقل سبب…