المطيري والنداوي يطوفان بحنين المدن والذكريات في بيت الشعر في الشارقة
النشرة الدولية –
نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة، الإثنين، قراءات شعرية صباحية للشاعرين شيخه المطيري من الإمارات، ونزار النداوي من العراق، بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والأدب في جو التزم بالإجراءات الاحترازية، وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام الذي رحب بالشاعرين والحضور، وقال:
إن الناس في حاجة إلى مثل هذه الفعاليات التي تعيد من جديد ضخ العافية في جسد الفنون بشكل عام ومنها الشعر، عبر هذه السياحة الشعرية، التي تؤكد أسبقية الشارقة من خلال بيت الشعر بدائرة الثقافة، وتتيح هذا التلاقي بين جميع الشعراء لينثروا جميل قصائدهم على الحضور والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان في العالم.
قالت الشاعرة شيخة المطيري قبل أن تبدأ قراءاتها الشعرية: إن الشارقة صوت الثقافة العربية، وعاصمة القصيدة، فالحمد لله على نعمة الشارقة، ثم افتتحت بــ”أوّلُ الغيث” الذي حلقت به بعيداً في ذاكرة المدن المعتقة بالحنين والذكريات، ومن النص قرأت:
ليَ روحٌ وراحَها أن تراكا
وفؤادٌ على النّوى ما سلاكا
وعيونٌ ما جفَّ منها حنينٌ
سكنت في ضفافِها عيناكا
كم كتبنا على المرايا حروفاً:
أوّلُ الغيثِ قطرةٌ من هواكا
وقطفنا تلك الحروف قصيدا
وطربنا لمّا سرت ذكراكا
لحظة الشوق هل سمعت خطاها
علمتني أن السرى مسراكا
وقرأت بوجع يلقي بظلاله على الحروف قصيدة “أغراب” الغارقة في الذكريات والبكاء على الأطلال التي لا تنبض إلا بالقصيدة، ومن قصيدة “أغراب” قرأت:
أغرابُ، إنا هاهنا أغرابُ
ويدُ الزمانِ محابرٌ وكتابُ
أعصابُنا جفّت على أوراقهِ
وعلى القصيدةِ لا يجفُّ عذابُ
ونديرُ كأسَ حروفنا وتُديرنا
وكأنّ أنفاسَ الهمومِ شرابُ
نزلت بوادي الغائبينَ قصائدي
عطشى وأرضُ الغائبينَ يبابُ
واختتمت شيخه المطيري قراءاتها الصباحية بحديثٍ خطتهُ يدها على البحر، لكن القصيدة أبت إلا أن ترسّخ حروفها على جدران البقاء، ومنها:
يدي منَ البحرِ تدنو ثُمَّ تبتعدُ
والأمنياتُ على موجِ الهوى زبدُ
إنّي افتقدتُ بهذا الليلِ بوصلتي
وأنتَ يا بحرُ من – باللهِ – تفتقدُ؟!
وحدي أرتِّبُ أمواجَ الخليجِ هُنا
حانَ الرحيلُ فتبّت للرحيلِ يدُ
الشاعر نزار النداوي بدأ قراءاته بنص متوحِّدٍ مع الأرض، غارقِ بالعتب والحنين للجذور، حمل النص الكثير من التساؤلات والعتب، ومنه قصيدة “أحلام الغربة” قرأ:
أنا ذا كسّرت مزماري وعودي
عندما ساووا غراباً بهزارْ
لم يعدْ عندي سوى أشلاءِ روحٍ
صاحبتني رغم إحكامِ الحصارْ
بقِيَت آلةُ آلاميَ ترزوا
بيت أحزاني بلحنِ الإنكسارْ
تسأليني أينَ كفّنْتُ شعاري
ودفنتُ الميْتَ في أيِّ وِجارْ
كان ذا في غرفةِ التفتيشِ، لكن
لم أعُدْ أذكرُ في أيِّ مطارْ
وجر النداوي مواويله الحزينة على الرمل وهو ينشد تعبه لــ”بشارة الماء وأحزان الموانئ العتيقة” علَّ البحر يوصله إلى ميناء تقف على ساحلها هموم رحلته، ومما قرأ:
لـم يكـن يـعـلــم ما نـــزف الـمـســاءات
الـتــي تـكـمـــــــــــن فــــي فـــــــــــــخّ الـمــكـــــــــــــــانِ
كـان غـــــــرّاً، مـثـلَ حـــــرفٍ أول الـجـــمـلــــــة فــي الإعــــراب مـنـحــلّ الـعــنـــــــــــــــانِ
جاء يستوفي فما استوفى سـوى من عـبــــث الــعــمـــــــــــر بـنــــــزف الأقـــــحـــــــــــــوانِ
قـــــــــــــــــــال لـلـشــــاعــر فــي جــبـتـــه احـــــــــــــذر
مـــــــذ رأى صـلّــــــــــــت عـلـيــــه نــجــمـــــــــتـــــــانِ
ليختصر إبحاره الصباحي مع الحروف بأبيات اختصرت نهاياتها القول، وأفصحت عما يجول في داخله، فقال:
بـاخــتـصـــــارٍ، أنـــا فـي الوصــــــف بـمـــــــــا
جـــهــــل الــــواصـــــف مــــــــــاذا وصــــفـــــــــــــــــــا
كــــلّ مـــــــــا اجـتـــــزت بـمـعــنـــــاك طــريـقــــاً
صــــــوّف الـنّــخــــــلُ بدربـي السّــــعـــــفـــــــــــــا
في الختام كرّم سعادة عبدالله العويس الشاعرين شيخه المطيري ونزار النداوي ومقدم الفعالية الإعلامي عصام عبدالسلام.